ليلي علوي : "فرح ليلي " بعيد عن قصة حياتي الحقيقية
«الأمل خبز الفقير» جملة قالها شكسبير ليؤكد أن التفاؤل يمنح الإنسان القدرة على الحياة، وأن الاستغراق فى اليأس يعنى النهاية والسقوط. تؤمن ليلى علوى بهذا الأمر، وترى أن الفنان يجب أن ينظر للحياة من نافذة واسعة، يتأمل الأشياء ويحلل أحلام الناس.
فى مسلسلها الجديد تقدم شخصية تغزل خيوط الفرح لكنها تمشى فى رداء فضفاض من الحزن. تحلم بفستان أبيض على صدره زغاريد وأناشيد لكن ذيل الفستان يحمل مخاوف من الوحدة والموت.
التقينا ليلى علوى لتتحدث عن مسلسلها الجديد، وعن شهر رمضان الذى يأتى وسط ظرف سياسى صعب، ربما تتساوى فيه مساحة التفاؤل مع مساحة الخوف.
* يظن البعض أن «فرح ليلى» يحمل ملامح عريضة من حياتك الشخصية.. ما مدى صحة ذلك؟
- بصراحة شديدة هناك سمات مشتركة بينى وبين شخصية «ليلى حسن» بطلة المسلسل، وربما أهم صفة مشتركة بيننا هى صفة التفاؤل، ولكنى أختلف عن بطلة المسلسل فى حجم المخاوف التى تسكنها، فهى تخاف من المرض، وأنا فى الحقيقة مؤمنة بقضاء الله وأثق فى أن الحياة تمشى بمقادير، وقصة المسلسل من تأليف خالد الحجر وسيناريو وحوار عمرو الدالى، ولا تمثل أى مساحة من حياتى الشخصية.
* ما الرسالة التى تتمنين أن تصل للناس من المسلسل؟
- المسلسل «لايت كوميدى» والموضوع يشجع على التعامل بشكل إيجابى مع الحياة وطرد المخاوف من خلال الشخصيات التى تظهر فى العمل، وأرى أن المسلسل سيكون له أثر إيجابى لأننا نعيش فى ظرف سياسى صعب، والجميع محتاج إلى ابتسامة وإلى جرعة من التفاؤل تعزز الأمل فى الغد، خاصة أن المصريين يعيشون منذ عامين تحت ضغوط لا تُحتمل.[FirstQuote]
* وهل يشتبك موضوع المسلسل مع الواقع السياسى الذى نعيشه الآن أم أن الفكرة بعيدة جداً؟
- المسلسل كما قلت حدوتة اجتماعية، لكن الموضوع الاجتماعى دائماً ما يشتبك مع الوضع السياسى، وأحب الإشارة إلى أن المسلسل يركز بشكل مكثف على العلاقات الإنسانية بين الناس، كيف تنمو وكيف تنكسر وتتراجع، وقد فاتتنى الإشارة إلى شىء مهم، وهو أننى مثل بطلة القصة أعشق أسرتى وأحب ابنى جداً، وأحب البيت أيضاً، يعنى «بيتوتية».
* ما حقيقة وجود تشابه فى موضوع المسلسل مع فيلم «منظمة حفلات الزفاف» لجنيفر لوبيز؟
- ليس هناك أى تشابه بينهما سوى فى المهنة فقط، الموضوعات والتفاصيل الأخرى مختلفة تماماً.
* كيف تفسرين حادث الاعتداء على طاقم العمل بالمسلسل؟
- وقع الحادث يوم الجمعة بعد الصلاة مباشرة، وأصيب على أثره أربعة أشخاص من فريق العمل، ولم أشاهد الحادث لأن موعد تصويرى كان آخر النهار، وحزنت جداً بسبب حالة الانفلات الأمنى التى سمحت لمجموعة من البلطجية ومحترفى الإجرام بالتعدى على فريق العمل، ولكن أحب توجيه تحية لزملائى الذين تمسكوا بموقع العمل وتحملوا المسئولية وقرروا استمرار العمل، وكنت معجبة بشهامة أهل منطقة المنيل الذين وقفوا لحمايتنا وكانوا فى غاية الكرم معنا.
* هل تهتمين بالعرض فى رمضان أم أن المسألة تصنعها الصدفة؟
- على مدار خمس سنوات متتالية لم أغب عن جمهورى فى رمضان، منذ مسلسل «حكايات وبنعيشها»، لا أخفى عليك أننى أحب شهر رمضان لأنه شهر مختلف، وفيه ترتفع نسبة المشاهدة، كما أننى قدمت أعمالاً رائعة فى هذا الشهر الكريم على مدار تاريخى الفنى.
* هل أنت قلقة على مستقبل مصر فى الفترة المقبلة؟
- لا، بل متفائلة وواثقة فى الشعب المصرى والشباب والمرأة المصرية والأسر التى شاركت بشجاعة فى 30 يونيو، وفى جيش مصر العظيم والقضاء الشامخ، وأثق فى أنه ما دمنا نحن يداً واحدة وهمُّنا مشتركاً، سنستطيع العبور بمصر لبرّ الأمان.
* ولكن البعض يظن أن الأحداث السياسة ربما تؤثر على متابعة الأعمال الدرامية.
- أتفق مع هذا الرأى، فالمشهد السياسى متغير ومتقلب ولكنى عاشقة للتفاؤل، وأتمنى أن تهدأ الأوضاع وتنتهى حالة الانقسام ويتفق الجميع على حب مصر والعمل من أجلها، فى هذه اللحظة سيكون من حقنا الاستمتاع بالتليفزيون والسينما والغناء والهواء الذى يحمل رائحة نهر النيل.
* لماذا تم تأجيل مسلسلك «عصفور الجنة»؟
- كانت هناك تعديلات كثيرة على السيناريو واحترمت أمانة المؤلف فى عدم قدرته على عمل التعديلات المطلوبة فى الوقت المحدد لبدء التصوير، لذا اعتذرت وقبلت مسلسل «فرح ليلى» الذى أتمنى أن ينال إعجاب وتقدير الجمهور والنقاد.
* بعد هذا المشوار من العمل والعطاء، هل تخافين المنافسة؟
- صدقنى عمرى ما دخلت فى منافسة مع أحد، وهذا لا يعنى أننى أخاف المنافسة، باختصار: أنا أحب عملى وأشتغل بجهد وتعب وأترك الحكم فى نهاية الأمر للجمهور الذى بات واعياً وناقداً.
* سمعنا أنك تقدمين عدداً من الوجوه الجديدة فى هذا العمل.
- أنا بطبعى متحمسة دائماً للوجوه الجديدة وأحب مساعدتهم قدر استطاعتى، والحقيقة أن المخرج خالد الحجر ساعدنى فى ذلك، وقام بتوظيف الوجوه الجديدة بشكل جيد، وهذا يبدو ظاهراً وواضحاً على العمل الفنى، وأثق فى أن الوجوه الجديدة التى تشاركنى العمل ستخطو خطوات جيدة فى الوسط الفنى لأنها تجمع بين الموهبة والحضور.
* كيف كان التعاون مع المخرج خالد الحجر؟
- قدمت مع «الحجر» فيلم «حب البنات» الذى حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه، ومرت سنوات، وكنت والمخرج نبحث عن فكرة جيدة حتى جاء مسلسل «فرح ليلى»، وبالمناسبة القصة أيضاً من تأليف خالد الحجر، وهو مخرج متميز وبارع فى توظيف الممثل وغيور جداً على شغله.
* لماذا تفضلين الابتعاد عن السينما مؤخراً؟
- كما تعلم فى الفترة الأخيرة كان الإنتاج فى السينما منخفضاً جداً، والسينما صناعة، وأمام الظروف السياسية المرتبكة انسحب عدد كبير من المنتجين، وهذا أثّر بشكل لافت للنظر على كم الإنتاج وعلى الكيف أيضاً.
* وهل هناك مشروع سينمائى قريب أم ستفضلين الابتعاد؟
- بالعكس أقوم فى الوقت الحالى بالتحضير لفيلم كبير من تأليف محمد أمين راضى، وحتى الآن لم يتم الاستقرار على المخرج أو فريق العمل، ولكن الفكرة جديدة ومثيرة أيضاً.
* ماذا يعنى ميدان التحرير بالنسبة لك.. وما الفرق بين ثورة 25 يناير و30 يونيو؟
- ميدان التحرير يساوى شرعية الثورة، وقد خرج الشعب فى ثورة 25 يناير من أجل المطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ولم تتحقق هذه المطالب وزادت المعاناة وكثرت الأزمات، ولذا خرج المصريون فى ثورة 30 يونيو لإسقاط نظام «الإخوان» والإطاحة برئيس لم يلبِّ طلبات وأحلام المصريين.[SecondQuote]
* كيف ترين تجربة حكم «الإخوان»، ولماذا كان مؤشر الخوف مرتفعاً داخل الوسط الفنى؟
- أنا مثل كل المصريين قبلت الديمقراطية وانتظرت سنة كاملة على أمل أن يتحقق الحلم ونرى مصر الجديدة فيها الأمن والسلام وتكافؤ الفرص، لكن طال الانتظار دون جدوى، لذا أرى أن فترة حكم «الإخوان» كانت سيئة، وأن الرئيس اكتفى بالعمل لإرضاء الأهل والعشيرة على حساب كل المصريين، وبالمناسبة حتى لو كان الحاكم شخصية ليبرالية وأهمل مصر كنت سأثور عليه وأطالب بسقوطه. بالطبع كان مؤشر الخوف داخل الوسط الفنى مرتفعاً جداً لأننا أمام فصيل سياسى لا يؤمن بالفن ولا يؤمن بحرية الإبداع، وقد شاهدنا وسمعنا جميعاً كيف كانت موجات الهجوم والتطاول على أهل الفن والإبداع، وزاد الأمر تعقيداً وسوءاً بعد تعيين وزير ثقافة لا يؤمن بحرية الفن والإبداع، وكأن الهدف كبت حريات المبدعين، لهذا كان من الطبيعى أن يسقط مرسى لأنه لم يكن أميناً على مصر.