الأب رفيق جريش: كنت أتناول إفطار رمضان مع العمال المسلمين فى ورشة العائلة
رفيق جريش
«شهر بالنسبة لى كمسيحى من الأوقات والمناسبات الروحية التى تذكرنا بالله سبحانه تعالى، وتعلمنا كيف نذكره ونشكره على نعمه.. توقيت يمتاز بجو من التراحم الشديد وينسحب على المسيحيين وليس المسلمين فقط، أما من جهة المواطنة فالكنيسة تساهم فى موائد الرحمن وتدعو لها الجمعيات الخيرية والمنظمات المدنية خلال هذا الشهر، وفى الحقيقة أنها تكون مناسبة جميلة تسمح للكل بالتقارب والتعرف على بعضنا أكثر، ونتعلم من خلاله كيف يساعد بعضنا بعضا». هكذا يصف الأب رفيق جريش، مدير المكتب الصحفى بالكنيسة الكاثوليكية، شهر رمضان فى حياة المسيحيين وماذا يمثل فى وجدانهم.
الأب «الشاب» كما يحب أن يصف نفسه، بأن من يعمل مع الله سيكون شباباً دائماً، يحكى لـ«الوطن» ذكرياته مع شهر رمضان وكيف كانت الأسرة حريصة على المشاركة مع الجيران المسلمين خلال أيام الشهر الفضيل: «أتذكر أن العمارة التى تربيت فيها كان بها جيران من المسلمين، كنا نقضى هذا الشهر فى تبادل العزومات، وأتذكر أن والدتى كانت تهدى جيراننا المسلمين أطباقاً متنوعة من الطعام الذى كان يعود إلينا فى شكل هدايا من نفس النوع»، لا يغفل «جريش» ولا يسقط من ذاكرته منظر التجمع على الإفطار بمشاركة المسلمين خلال شهر رمضان، فيتحدث عن ذكريات الطفولة مع العائلة التى كانت تمتلك ورشاً حرفية يعمل فيها الكثير من المسلمين: «أتذكر كذلك أن أسرتى كانت تمتلك ورشاً حرفية بها عمال مسلمون اعتدت أن أتناول معهم وجبة الإفطار، والحقيقة أن هذا الأمر كان يضرب مثلاً تضامنياً من نوع خاص عن طريق التشارك فى الطعام، لأن المصريين يحبون بعضهم البعض بغض النظر عن الدين». وعن رؤيته لأوضاع الشباب الذى نشأ فى عصر من الأحداث التى تنذر بحالة من الاستقطاب والتنافر يتحدث الأب بكل ثقة فى وعى وترابط الشباب المصرى: «الشباب مسئولية التربية والتعليم والتقويم الإنسانى، وأنا أدعوهم إلى أن يسألوا الكبار ويبحثوا بأنفسهم وسوف يجدون الحقيقة، مع أننى لا أنظر لكل الشباب على أنه مُضلل ومُستقطب فى اتجاه معين، فأغلب الشباب الذين أتعامل معهم يحترمون شهر رمضان وكل المناسبات الدينية، حتى إن المتوافدين على الكنيسة من أقاليم بعيدة لا توجد فى قلوبهم أى ضغينة، وهذا الأمر لن يحدث إلا إذا غُرست فيهم أفكار الكراهية والعنف ضد الآخر». روح متجانسة ونسيج لا يمكن فصل جزء منه عن الآخر، هكذا يتحدث عن المجتمع المصرى وقيمه الأصيلة التى تفتقر إليها بلدان كثيرة: «الروح التى تمتاز وتختص بها مصر لا تجدها فى أى مكان أو دولة أخرى، لأن الشعب المصرى متجانس بطبيعته، حتى إن دول الجوار العربية لا توجد لديهم هذه الروح؛ فنحن شعب مختلف ومتميز».