مدحت العدل: تحدينا الجميع بـ«الداعية» وكشفنا أنه مجرد منجم ذهب للقنوات المغرضة
أثار مسلسل الداعية، منذ عرض حلقاته الأولى، حالة من الجدل بين المشاهدين والنقاد؛ حيث اتهمه المتشددون بأنه يحاول النيل من ظاهرة «الداعية الإسلامى» التى لها رموز وأسماء معروفة حققت نجاحا كبيرا وتركت بصمة لدى الكثيرين وأصبح لهم مريدوهم وعشاقهم.. والبعض الآخر رأى المسلسل محاولة لكشف الأبعاد النفسية والاجتماعية للداعية الإسلامى وتقديمه كإنسان عادى معرض للصواب والخطأ.
التحديات ما زالت تتوالى وتواجه صناع العمل وعلى رأسهم مؤلفه مدحت العدل الذى قال لـ«الوطن»: كنت أعلم من البداية أن المسلسل شديد الصعوبة والفكرة شائكة وأننا ربما نواجه من يحاربنا من كل الجهات، خاصة أننى بدأت كتابته منذ فترة طويلة، وتنفيذه فى عهد سيطرة التيارات الدينية كان بمثابة محاربة طواحين الهواء.. وبدأت فكرة المسلسل عندى عندما اكتشفت أن تلك الظاهرة قلبت حياتنا، ليس فقط بعد الثورة ولكن قبلها أيضاًً؛ فمعظمهم يقولون كلاما عاديا ليس سيئا، لكنه ليس بقيمة كبار الدعاة أمثال الشيخ الشعراوى، وزاد الموضوع بعد الثورة وصعود التيار الإسلامى والقنوات التى يقال عليها دينية فظهرت «حنفية» من الدعاة من كل الأشكال وظهر تأثيرهم السلبى على الشباب، فوجدت أن قيمة الدراما الحقيقية والفن أن يرصد مثل تلك الظواهر فجاءتنى فكرة تنفيذ مسلسل «الداعية» قبل رمضان الماضى بخمسة أشهر وأكملت كتابته بعد وجود الإخوان المسلمين فى الحكم وصممنا كشركة إنتاج على تنفيذ العمل ليظهر حقيقة هؤلاء حتى يكون «قول حق فى وجه سلطان جائر» على الرغم من وجود مشاكل كبيرة فى التسويق بسبب خوف البعض وقتها من الإخوان، كما رفعت ضدنا عدة قضايا بسبب جرأة هذة الفكرة، لكن حماس صناع العمل، وعلى رأسهم هانى سلامة الذى وافق على المسلسل على الفور على الرغم من رفضه لخوض تجربة الدراما، جعل جميع صناع العمل لديهم حماس لتنفيذه، كما واجهنا الكثير من التحديات فور عرض أغنية تتر المسلسل لدرجة جعلتهم يوقفون أغانى آمال ماهر من عرضها على شاشة التليفزيون المصرى، ورغم كل ذلك لم نغير حرفا واحدا من أحداث العمل، سواء قبل أو بعد 30 يونيو، وفى الحلقات الحالية من المسلسل يتم كشف حقيقة أن الداعية بالنسبة للقنوات الدينية هو مجرد منجم للذهب ويتم استغلاله فى الفرقعة وأنهم يتجاهلون الداعية الوسطى الذى يجدون أنه لا فائدة منه ولا يحقق الأرباح التى يحققها الدعاة الآخرون مثلما حدث تماماً مع عبدالله بدر، لم يكن أحد يعلمه، لكن فور مهاجمته لإلهام شاهين نال شهرة واسعة، وستشهد الأحداث المقبلة تغيرا وتطورات عديدة فى الشخصيات لتظهر لنا تفاصيل الشخصية أكثر.