كشافة الكنائس: نحن لا نحمل السلاح.. ومهمتنا تنظيم العمل

كشافة الكنائس: نحن لا نحمل السلاح.. ومهمتنا تنظيم العمل
مطرانيات المنيا رفضت عرضاً من قيادات أمنية لتدريب بعض الأفراد على «الحماية المدنية»
فى منتصف القرن الثامن عشر ظهرت فكرة الكشافة فى أوروبا، حينما أطلقها اللورد «بادن باول»، وفى عام 1914 نشأت فى مصر، واتخذت من زهرة اللوتس شعاراً لها، ورغم أنها تعمل وفق مبادئ وقواعد عالمية تصب فى اتجاه تقديم يد العون والخدمة العامة للمحتاجين ومساعدة الآخرين، خاصة فى وقت الأزمات والنكبات، لكن فى الآونة الأخيرة ارتبط اسمها بتأمين الكنائس، خاصة مع تصاعد وتيرة الأحداث الإرهابية التى استهدفت دور العبادة المسيحية ومواطنين أقباطاً، ما رفضه القائمون على كشافة الكنائس فى المنيا، بل إن بعضهم عبّر عن غضبه الشديد من العرض الذى تلقته بعض مطرانيات المحافظة من جانب قيادات بمديرية الأمن، بترشيح أفراد كشافين من الكنائس لتلقى تدريبات حماية مدنية، ما دفع الأنبا مكاريوس، الأسقف العام للمنيا وأبوقرقاص، أن يؤكد أن الكشافة الكنسية الغرض الأساسى منها ليس عسكرياً ولا أمنياً، وإنما تنظيمى فى داخل الكنيسة فقط، وبالتالى فهو ليس دوراً شرطياً لا فى الداخل ولا فى الخارج، مشدداً على أن تأمين دور العبادة المسيحية مسئولية رجال الشرطة فقط، وبالطريقة والاستعدادات التى تقررها «الداخلية»، نافياً مزاعم وجود أسلحة داخل الكنائس، وإلا كان قد تم استخدامها أثناء الهجوم عليها فى 14 أغسطس عام 2013.
قادة الفرق لـ«الوطن»: التطوع والخدمة العامة خاصة أثناء الصلاة أساس عملنا ولا علاقة لنا بتأمين دور العبادة.. وشعارنا «الله.. الوطن.. الناس»
اتخذت من زهرة اللوتس شعاراً لها، وترمز ورقاتها الثلاث عند قدماء المصريين إلى الحب والعطاء والنماء، فالكشافة فكرة عالمية، أطلقها اللورد «بادن باول» فى إنجلترا، وتعتمد على تدريب أعضائها لمساعدة الآخرين مجتمعياً، واكتساب مهارات شخصية فى الاعتماد على النفس، والإبداع فى مجالات عدة، أما سمات الكشاف، فهى أن يكون صادقاً موثوقاً به، مخلصاً لدينه ووطنه ووالديه ورؤسائه ومرؤوسيه، نافعاً ومعيناً للغير، يقابل الشدائد بصدر رحب، مقتصداً، نظيفاً فى فكره وقوله وفعله وعاداته ومظهره، مؤدباً، ويحسن التصرف.
مؤخراً تصاعد الحديث عن الكشافة الكنسية، والدور الذى كانت تؤديه فى تأمين وحفظ الكنائس بعد سلسلة الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها دور العبادة المسيحية، ويعتقد البعض أن الكشافة كان لها دور مهم فى تأمين الكنائس، ومنع حدوث هجمات إرهابية، إلى الحد الذى دفع بقيادات أمنية رفيعة المستوى فى المنيا، أن تطلب من المطرانيات ترشيح أفراد كشفيين لتلقى تدريبات حماية مدنية، لكن كشافة الكنائس بالمحافظة تؤكد أنها تعمل وفق مبادئ عالمية، وأن دورها تنظيمى يصب فى اتجاه تقديم الخدمة العامة فقط.
جوزيف عبدالشهيد، 32 سنة، محام، قائد الكشافة بكنيسة مار جرجس فى مركز مطاى، قال إن الحركة الكشفية غير مرتبطة بالمفهوم الكنسى السائد بين العامة، وهى معروفة دولياً بأنها حركة تطوعية تربوية غير سياسية موجهة للجميع دون تميز فى لون أو جنس أو عقيدة، وأضاف لـ«الوطن»: «كل المنتمى للحركة يعرف أن الكشافة لها فكر معين فى الأسلوب وهى لا تجبر أحداً على الانضمام إليها، والهدف الأساسى منها الخدمة العامة ولا تنبثق أو تميل للأحزاب، وهو أهم ما يميز الكشافة ويجعلها تنتشر دون توقف، فلا أحد يوجهك أو يمولك، وهناك اتحاد عام للكشافة والمرشدات، يتبع الجمعيات الأهلية، ويضم 4 جمعيات فرعية، هى الفتيان، والبحرية، والجوية، وجميعها خاصة بالبنين، والمرشدات خاصة بالبنات، فالكشافة إذن غير مرتبطة بكنيسة ولكن البعض ينضم لكشافة الكنائس فى المدن والمراكز والأقليم بدلاً من الذهاب إلى عاصمة الإقليم للتسجيل فى جمعيات كشافة، وتحمل عبء مادى». وأشار إلى أن الكشافة مقسمة لمراحل وفئات عمرية، وتسمى بالفرق، وتبدأ بسن الأشبال الخاصة بالأطفال، وشعارها «ابذل جهدك»، ثم فرق إعدادى وشعارها «كن مستعداً»، وكشاف متقدم من سن ثانوى شعارها «أفق واسع»، وجوالة المرحلة الجامعية فما فوق، وشعارها خدمة عامة، والفتى عندما ينضم للكشافة يكون لديه الأفق الواسع والاستعداد التام، وهذا لا يقتصر على الكنيسة، فصاحب الأفق الواسع يكون حريصاً على إقامة علاقات والتعرف على كل الثقافات، وأن يؤمن بالخدمة العامة لأى شخص وفى أى ظرف ومكان، ليس فقط فى الكنيسة، وهذا ما يميز الكشافة عن أى جمعية أخرى، على سبيل المثال لو تعرضنا لظرف طارئ أو حادث فى منطقة ما، يتطوع الكشافة للخدمة العامة والمساعدة.
«مكاريوس»: تأمين الكنائس مهمة الشرطة.. وتلقى تدريبات قد يساء فهمه بأن هناك جناحاً عسكرياً داخل الكنيسة.. قائد فرقة كشفية: ليس لنا علاقة بحماية الأديرة ودور العبادة.. والإشراف على النظام لا يعنى تأمينها
وتابع: «نتعلم فى الكشافة ضبط النفس والثقة والإسعافات الأولية من خلال تدريبات، وهذا نعتبره واجباً، وليس بالضرورة أن يكون فى كل كنيسة جميع فرق ومراحل الكشافة، فعلى حسب الكثافة العمرية المتاحة التى ترغب فى تقديم خدمة عامة، تعلن الكنائس عن فتح فصول للانضمام، وكل فرقة لها قادة مؤهلون على خبرة التعامل مع المنضمين للفرق المتنوعة، وهناك فرق لتأهيل القياديين، والكشافة مفتوحة للجميع، وفكرة عمل اختبارات هدفها الإعداد لاختيار فرد الكشافة، وهناك مقابلة شخصية تتم لتسهل للقائد كيفية التعامل والتعرف على الشخصية وتنمية بعض الجوانب والسمات الخاصة بكل فرد، وعمل الكشافة يضم جوانب روحية وتنمية للمهارات والبدن، وجوانب رياضية واجتماعية وصحية وثقافية، وقد يكون هناك فرد كشافة غير متميز فى الجانب الرياضى، لكن ليس معنى ذلك أنه لن يكون له دور فهناك مجالات أخرى يمكن أن يقدم فيها ويعطى الكثير».
ونوه «عبدالشهيد» بأن قائد الكشافة يجب أن تكون له دراية وخلفية بكافة الأنشطة التى تقوم بها المجموعات، وهناك كنائس تعتمد على كشافة فى سن الثانوى وأخرى سن الإعدادى، أو الجامعى، وفى الغالب لا يكون هناك إقبال على الانضمام للكشافة فى مرحلة الجوالة، ما بعد الجامعة، لأن هناك أعباء مادية تعانى منها معظم الأسر ويبحث الشباب عن فرص عمل أو ينشغلون فى وظائف وحرف مختلفة، وفى الأساس فإن عمل الكشافة ينشط فى الإجازات لوجود تفرغ لطلاب الإعدادى والابتدائى الذين تعتمد عليهم معظم كشافة الكنائس، وفى أيام الدراسة تتراجع الأنشطة، وقد تعقد اجتماعات الكشافة فى كل شهر مرة، لكن تكون الخدمات العامة مستمرة طوال العام وتنقص وتزداد.
وأوضح أن من أساسيات الكشاف النظام ووضع خطط مسبقة للعمل التطوعى والعام، حيث يتم وضع خطة لأنشطة الصيف، نحدد فيها ماذا نريد أن نفعله، مثل تنمية الجانب الروحى والبدنى، بحيث يخرج فرد الكشافة ملماً بنشاط ما، وعندما يكون هناك أشخاص لهم مراكز اجتماعية، كمهندسين وأطباء ومدرسين، يكونون مدربين ويعطون ثقلاً لفرق الكشافة ويفيدون بخبراتهم الآخرين بحسب تخصصاتهم.
وشدد «عبدالشهيد» على أن أعضاء الكشافة لا يناط بهم تأمين الكنائس، فخدمة الكشافة ليس لها علاقة بالأمن، ومن المفترض أيضاً أننا لسنا لجنة نظام، لكن إذا فرضنا أن كنيسة ليس بها لجنة نظام أو أمن إدارى، وهذا وارد، فنستعين هنا بخدمة الكشافة، من باب أنهم ملتزمون بتقديم خدمة عامة، ويمكن أن نجد خدمة كشافة فى كنيسة ليس لها أى دور فى النظام، ويقتصر وجودها على تقديم خدمات مثل تنمية مهارات، والبعض لمح بل وطلب تدريب أفراد الكشافة على وسائل الحماية المدنية، وهذا أمر مرفوض فى الظروف الراهنة، فرغم أننا نسعى لنتعلم كل شىء ونهتم بتنمية قدراتنا ككشافة فى كل المجالات، لكن الظرف الحالى قد يفرض أن يعول البعض علينا فى تأمين الكنيسة من الباب الحديد وحتى الداخل، ونحن نوجد بها للخدمة العامة، لكن كل ما هو خارج الكنيسة مسئولية الأمن، وقال: «مسئوليتنا تنظيم الدخول والخروج أثناء الصلاة لاستيعاب أكبر عدد من المصلين وتهيئة إقامة الطقوس الكنسية، والأساس عند أى فرد كشافة التعايش فى أى مكان بالظروف المتاحة، فلو حدث حريق نتعامل معه، طبقاً لمبادئ عامة وعالمية معروفة، فنحن نعلم الأشبال شعار «ابذل جهدك»، وكيف يبذل مجهوداً لمساعدة الآخرين، وعندما يكبر نعلمه «كن مستعداً» لتقديم المساعدة فى أى وقت وفى أى مكان، ثم «أفق واسع» يكون عنده المعرفة عما يدور حوله، ويتم بناؤه روحياً وثقافياً، مع التركيز على الجانب الروحى حتى يكون محباً للآخرين ومتسامحاً ومتعاوناً، ويتقبل الآخرين، ثم الخدمة العامة، والهدف تشبع الأجيال المختلفة بفكرة الكشافة، كما يحدث فى الجامعات، وأكرر أن الكشافة تقدم الخدمة مثل عمل حملات توعية صحية وتقديم مساعدة، ودورنا داخل دور العبادة التنظيم إذا لزم الأمر خاصة فى الأعياد والمناسبات، كما أن زى الكشافة يميز أفرادها داخل الكنائس حتى يتمكنوا من التنظيم، ولو تذكرنا فترة حدوث أعمال عنف وشغب مرتبطة بوضع سياسى فإن فرد الكشافة لا يتدخل بصفته كشافاً ولكن كابن كنيسة، ففرد الكشافة تكون له خبرة فى التعامل مع المواقف الطارئة، من حيث حسن وسرعة التصرف، كتقديم إسعافات أولية، توسعة المكان، عمل كردون، التواصل مع الجهات المختصة.
«عبدالشهيد»: «ابذل جهدك» و«كن مستعد» و«أفق واسع».. شعار ثلاث فرق بالكنيسة تنتمى لمراحل عمرية مختلفة
وقال «عبدالشهيد» إن الكشافة كانت تشارك مع الدولة فى نشر التوعية فى أزمات معينة، فعندما ظهر مرض إنفلونزا الطيور كان لنا دور مباشر فى التوعية منعاً لانتشار المرض، كما أن ما يقدمه فرد الكشافة من عمل تطوعى يكون فى كل مكان، مثلاً نقوم بحملات نظافة فى مناطق محددة أو تشجير، أو نقيم قوافل طبية تكون للجميع.
صموئيل ماهر، 21 سنة، طالب بكلية التربية، كشاف متقدم، قال: «دورى الخدمة العامة فى الكنيسة فى الجوانب الصحية والثقافية والروحية، وأنا مسئول عن إلقاء محاضرات وتدريبات لفرق كشافة، ويجوز أن ألقى محاضرات فى الجانب الروحى على حسب معلوماتى وقناعتى الشخصية بقدرتى على ذلك، وما أكون ملماً به من معلومات روحية، وعلاقتى بقائد الكشافة أننى أحصل منه على تصريح أو إذن لإقامة نشاط ما، لأنه تكون لديه دراية أكثر منى، وتتم استشارته فى بعض الأمور ومراجعته، وإذا قمنا بعمل نشاط خارج الكنيسة، مثل القوافل الطبية نوزع الأدوار على حسب التخصصات، فلو موجود معنا طبيب يتولى سحب عينات مثلاً، ويجب أن أكون ملتزماً بخدمتى فى الكنيسة، مثلاً فى يومى الاثنين والخميس، وإذا تمت إقامة حفلات سمر وترفيه، لا أنصرف من الخدمة حتى انتهائها».
وأشار «صموئيل» إلى أنه تعرّف على الكشافة بظهور بادن باول، المولود فى فبراير 1857 بلندن الغربية، وكان طوال حياته يستعمل يديه الاثنتين، فعندما يرسم بيده اليسرى يكتب فى نفس الوقت باليمنى فكان الجمهور ينظر إليه بإعجاب، ورغم تدهور حالته الصحية، لم يكف عن إرسال الرسائل للكشافين، ومن ضمن ما جاء فى أواخر رسائله «طالما كان الفتيان والبنات يمضون أياماً سعيدة يتعلمون ليكونوا كشافة ومرشدات مواطنين صالحين، ومؤمنين طيبين، فإن اسم روبرت بادن باول سوف يحيا بذكرى سعيدة».
ولفت إلى أن ما يميز الحركة الكشفية بوجه عام وليس كشافة الكنيسة فقط، أنها تطوعية غير سياسية موجهة للصغار والكبار دون تمييز فى الأصل أو الجنس أو العقيدة، وأهدافها إعداد النشء وتنمية شعورهم بالواجب نحو الله والوطن والآخرين، والتعود على القيام بالخدمة العامة، واكتساب عادات الاعتماد على النفس والطاعة، ومن المبادئ الأساسية القيام بالواجب نحو الله، وذلك بالالتزام بالمبادئ الدينية والمبادئ العامة للحركة الكشفية، والقيام بالواجب نحو الآخرين، عن طريق الولاء للوطن والدفاع عنه، والمشاركة فى تنمية المجتمع. والكشافة أيضاً لها دور تربوى، وكل مرحلة لها الدور التربوى لها، ومنها تنمية القدرات العقلية والتعلم للمعرفة، تنمية الاتجاهات، التعلم للإعداد للحياة، اكتساب صفات خلقية جديدة، اكتساب المعارف والمهارات، الاعتماد على النفس، بذل الجهد والتضحية، حب الخير ومساعدة الضعيف وخدمة الجماعة.
مدرب كشفى: مهمتنا إعداد النشء وتنمية شعورهم بالواجب ورعاية الجوانب الصحية والثقافية
وأوضح أن هناك ما يعرف بالالتزام بالوعد والقانون، ويتضمن الوعد، أعد بشرف أن أبذل جهدى وأن أقوم بواجبى نحو الله والوطن والآخرين، وأن أساعد الناس فى جميع الظروف، وأن أعمل بقانون الكشافة، والسمات التى يجب أن يتمتع بها الكشاف هى: صادق، وموثوق به، مخلص لدينه ووطنه ووالديه ورؤسائه ومرؤوسيه، نافع ومعين للغير، أمين فى كل الظروف، شجاع، رفيق بالحيوان، مطيع بالمعروف لأوامر والديه وقائد فرقته، باش ومتفائل ويقابل الشدائد بصدر رحب، مقتصد، نظيف فى فكره وقوله وفعله وعاداته ومظهره، مؤدب، ومتصرف.
وشعار الكشافة هو زهرة اللوتس، وترمز ثلاث ورقات زهرة اللوتس عند قدماء المصريين إلى الحب والعطاء والنماء، وبالنسبة للكشافة تعنى ثلاث ورقات الزهرة بنود الوعد الكشفى، مجموع عدد زوايا السيف والنجمتين يساوى 11 تعنى عدد بنود القانون الكشفى، الحزام الذى يجمع الثلاث ورقات تعنى التعاون بين الكشافين كإخوة، الدائرة التى فى الوسط ترمز إلى أرض المعسكر.
والتحية الكشفية تكون بثلاثة أصابع البنصر والوسطى والسبابة، وهذه الأصابع الثلاثة تذكره بوعد الكشاف الذى يتضمن ثلاث نقاط أساسية هى القيام بالواجب نحو الله والوطن، مساعدة الناس، العمل بقانون الكشافة، أما وضع الإبهام فوق الخنصر فيهدف إلى رعاية الكبير للصغير، حلقة التعاون، والتجاعيد ترمز لشريان الحياة نهر النيل، ويعتبر العلم الوطنى شعاراً للدولة ورمزاً لقوتها وعزتها، لذلك وجب أن يكون موضع إجلال واحترام فى جميع حالاته يرفع العلم فى اليوم الأول فى المعسكرات والمخيمات، والأعلام التى ينتهى استعمالها يجب أن تحفظ فى صندوق خاص وتوضع معها وثيقة يكتب فيها تاريخه، والأحداث والفعاليات التى رفع فيها.
كشاف متقدم: العضو يرتدى «المنديل الكشفى» بعد الحصول على دراسات تأهيلية.. وزى موحد للعمل
وقال كيرلس فتحى عوض، 21 سنة، طالب بكلية صيدلة بجامعة المنيا، كشاف متقدم، إن الكشاف يرتدى المنديل الكشفى بعد انتهاء فترة التدريب وأداء ما يعرف بالوعد الكشفى، وبعد ذلك يحصل على دراسات تأهيلية بجمعيات الكشافة المركزية، وهناك أمانة تتبع أسقفية الشباب تعرف بالأمانة العامة للكشافة، دورها التجميع وتحصل على إذن وتصريح ومدربين وتقيم مؤتمراً لمدة 5 أيام لعمل دراسات فى نشاط ما، ثم يحصل فرد الكشافة على شهادة بذلك، وعند الحصول على رتبة كشاف يتم التأهيل لرتبة مساعد قائد وحدة، بمعنى قائد مجموعة، ثم التأهيل كمفوض تدريب أهلى، ثم مفوض تدريب دولى، وعلى مستوى فريقى الصحى، أقوم بنقل الخبرات التى حصلت عليها من خلال التدريبات، كما أننا نساعد أى مراكز أو مؤسسات أو كنائس تريد تأسيس فريق كشفى جديد على تكوين فرق القادة، أو أفراد الكشافة العاديين، ونطبق ما نحصل عليه من تدريبات فى منظمات الكشافة الكبرى على منظمات وجمعيات كشفية صغرى أو كنائس، والاتحاد العام للكشافة والمرشدات هو المنوط به التدريب على الأسلوب الكشفى وكيف يتم التعامل مع النيران، وإقامة خيمة، كيف تبحر سفينة، اتجاهات البوصلة.
وأشار «كيرلس» إلى أن الكشافة حركة نظامية ترتدى زياً موحداً، لأنها تعتمد على التنظيم، والكشافة تعمل طبقاً لنظامين نظام إنجليزى وآخر فرنسى، لا فرق بينهما سوى فى المسميات، كما أن فرق الكشافة تضم بنات يكن متطوعات للخدمة العامة، وكنيسة «مطاى» تضم عدداً كبيراً من الفتيات يقمن بالتنظيم خاصة فى أيام الزحام، فى الأعياد والمناسبات، فمثلاً لو دخلت سيدة دورة مياه الكنيسة وارتبت فيها لا أستطيع التعامل معها وأضطر إلى الاستعانة بكشافة من البنات، وهى تسمى مرشدة، ومعروف أن الكنيسة تعمل بنظام التسليم، أى إن الكبير يسلم الصغير، ويحدث تنسيق بين رجال الدين بالكنيسة وأفراد الكشافة فى الجانب الروحى، فنحن ككشافة نضع تصوراً لنشاط روحى وهنا نستشير أهل الخبرة، وهم رجال الدين، أما دون ذلك فنحن لا نتلقى تعليمات منهم كما يفهم البعض، نستشيرهم فى موضوعات روحية هل تناسب المرحلة العمرية أم لا، والفكرة أننا نأخذ الخبرة من أصحابها، ببساطة الكشافة مفهومها نظامى، وأى كشافة فى العالم لها أهداف ومبادئ واحدة هى الوعد والقانون والميثاق الكشفى، وهى مبادئ عالمية، فنحن أفراد فى كيان عالمى، ويضم الميثاق الكشفى 11 صفة منها الصدق أن أكون مخلصاً أميناً ودوداً بشوشاً، ويجب أن يتحلى بها أى فرد كشافة حتى لو كان يفتقد بعض الصفات يكون دورنا أن نغرس فيهم تلك القيم، ويتم إكساب تلك الصفات لأبناء الكشافة تدريجياً على فترات بحسب المراحل العمرية، والكشافة تغرس فينا كل القيم التى تحث عليها كل الأديان ولو غرسناها فى الأطفال من الصغر سيكون الطفل حريصاً على تنميتها، ويتبنى فضيلة الاتصال والترابط بين جميع الناس.
وقال الأنبا مكاريوس، الأسقف العام بالمنيا وأبوقرقاص، إن اللواء ممدوح عبدالمنصف، مدير الأمن، اقترح أن ترشح الكنيسة مجموعة من شباب الكشافة لعمل دورة تدريبية لهم من خلال الحماية المدنية، وذلك لتدريبهم على كيفية مواجهة المواقف الخاصة أثناء تأمين المصلين، ومع تقديرنا لرغبته فى المساعدة، فإن ذلك قد يساء فهمه من أصحاب العقول المريضة، على أنه جناح عسكرى داخل الكنيسة، وقد يُفهم ضمناً بالتالى أنه سيتم تسليحه بشكل أو بآخر، وهو أمر لا توافق عليه الكنيسة بلا شك.
وأضاف «مكاريوس»: الكشافة الكنسية الغرض الأساسى منها ليس عسكرياً ولا أمنياً، وإنما تنظيمى فى داخل الكنيسة فقط، وبالتالى فهو ليس دوراً شرطياً لا فى الداخل ولا فى الخارج، وفكرة الكشافة، وقد أصبحت عالمية، وكما بدأها «باول»، تقوم على التدرُّب على كيفية مساعدة الآخرين مجتمعياً، واكتساب مهارات شخصية فى الاعتماد على النفس، والإبداع فى مجالات عدة، بعيدة كل البعد عن المجالات الشرطية. وأشار «مكاريوس» إلى أن تأمين دور العبادة مسئولية رجال الشرطة، بالطريقة والاستعدادات التى تقررها وزارة الداخلية، بينما يقوم شباب من الكنيسة المحلية بالتنظيم الداخلى أو التمييز بين شعب الكنيسة والغرباء عن المنطقة.
الكشافة الكنسية.. حركة تطوعية تربوية غير سياسية ومعروفة دولياً
شباب الكشافة يتحدثون لـ«الوطن»
أحد شباب الكشافة أثناء رفع العلم داخل الكنيسة