«وادى الريان».. كنز سياحى يعانى نقص الخدمات على أطراف الفيوم
صورة أرشيفية
على الرغم من أهمية منطقة محمية وادى الريان، بمحافظة الفيوم، السياحية والبيئية، فإنها لم تحصل على نصيبها من الترويج والتنشيط السياحى لوضعها على خريطة السياحة الداخلية والخارجية بسبب نقص الخدمات، وإهمالها لسنوات طويلة، وسط محاولات متواضعة من وزارة البيئة لإعادة تنشيط المنطقة.
تقع «محمية وادى الريان» فى الجزء الجنوبى الغربى لمحافظة الفيوم، على مسافة 150 كم من العاصمة، ويتكون وادى الريان من البحيرة العليا، والبحيرة السفلى، ومنطقة الشلالات التى تصل بين البحيرتين، ومنطقة عيون الريان جنوب البحيرة السفلى، ومنطقة جبل الريان وهى المنطقة المحيطة بالعيون، وجبل المدورة بالقرب من البحيرة السفلى، ووادى الحيتان، ويتميز وادى الريان ببيئته الصحراوية المتكاملة بما فيها من كثبان رملية، وعيون طبيعية وحياة نباتية مختلفة، كما تعتبر منطقة الشلالات من مناطق الرياضات المائية، ويضم محمية طبيعية لـ15 نوعاً من الحيوانات البرية أهمها الغزال الأبيض، والغزال المصرى، وثعلب الفنك، وثعلب الرمل، كما توجد عدة أنواع من الصقور.
«المحمية» الفريدة تضم شلالات وحيوانات نادرة ورياضات مائية.. والإهمال تسبب فى غيابها عن خريطة السياحة الداخلية والخارجية.. والزوار يشكون عدم وجود كافيتريات
يشكو زوار المنطقة، خاصة منطقة شلالات وادى الريان، من عدم وجود كافيتريات لخدمتهم، خاصة أنها منطقة صحراوية، وقال محمود المنشاوى، من أبناء محافظة القاهرة، إنه زار وادى الريان برفقة أصدقائه فى رحلة للتنزه، ولم يجد فندقاً للمبيت والإقامة للاستمتاع برحلات السفارى والرياضات المائية، والمناظر الخلابة بالمحمية، وقال هانى فايق، من أبناء الفيوم، إنه لم يعرف عن جمال الطبيعة الخلابة بالمحمية، والبيئة المتميزة بها، سوى من بعض أصدقائه، بسبب عدم وجود دعاية للمكان، تبرز ما يميز المنطقة من كثبان رملية ومياه زرقاء، وشلالات رائعة، وأكد أنه اضطر وأصدقاءه إلى شراء احتياجاتهم من المدينة بسبب عدم وجود كافيتريات بالمنطقة توفر المأكولات والمشروبات ومستلزمات التنزه بالمحمية، مشيراً إلى أن المحمية لا تحظى بترويج من شركات السياحة ولا يوجد اهتمام بها من الأجهزة المعنية يتناسب مع جمالها وأهميتها.
محمد كمال، مدير عام السياحة بالفيوم، أوضح أن مسئولية تطوير محمية وادى الريان والشلالات تقع على عاتق وزارة البيئة باعتبارها محمية طبيعية، وأن دور إدارة السياحة والمحافظة يقتصر على رصف وتمهيد الطرق بالمحمية، والإنارة، والإشراف على المرافق هناك، وتأمين السواحل من غرق المواطنين، مع متابعة المنشآت السياحية فقط، أما تسويق المنطقة سياحياً فهو يتم عن طريق شركات السياحة، فيما رأى الدكتور نبيل حنظل، الخبير السياحى، والمستشار السياحى الأسبق للمحافظة، أن منطقة الشلالات ومحمية وادى الريان بما حولها من منطقة وادى الحيتان، هى منطقة فريدة فى مصر كلها، نظراً لما تضمه المنطقة من شلالات للمياه غير موجودة سوى فى الفيوم، وهى فى حاجة إلى أن تتحول إلى منطقة سياحية متطورة فى إطار الحفاظ على البيئة، بحيث تعطى إشباعاً سياحياً للزوار مع الحفاظ على الطبيعة البيئية. وحذر من ارتفاع منسوب المياه ببحيرة وادى الريان، الذى يتسبب فى نحت أرض الشلالات، وبالتالى يقلل من ارتفاعها بمرور الزمن، فضلاً عن سلوك بعض الزوار لعدم وجود رقابة، الأمر الذى يتسبب فى حوادث وغرق بعض رواد المنطقة ممن يسبحون فى البحيرة، مؤكداً أن الجهات المعنية مطالبة بالتعاقد مع شركات متخصصة لترويج وتسويق وادى الريان، خاصة أن السياحة فى تلك المنطقة تناسب أصحاب الدخول المتوسطة والشباب للتنزه بها، بحيث يستطيع الزائر زيارة وادى الريان، والبحيرة المسحورة، ووادى الحيتان، ويتمتع بالمزايا السياحية المتنوعة فى المنطقة، وهو ما يحتاج إلى مجهود أكبر من وزارة البيئة وإدارة المحميات لتسويقها للسياحة الداخلية والخارجية، من خلال التعاون مع المكاتب السياحية، والمراسلين الصحفيين الأجانب، والسفارات الأجنبية بمصر، فالنهوض بالمنطقة يحتاج إلى تكاتف جميع الجهات المعنية بالتنمية الشاملة للمنطقة لتطويرها ووضعها فى المكانة التى تليق بها سياحياً.
وبحسب الدكتور عمرو هيبة، مدير عام المحميات بمحافظة الفيوم، توجد استراتيجية متكاملة للنهوض بمحمية وادى الريان، لإقامة كافيتريات تتوافق مع البيئة وطبيعة المنطقة الجمالية، وتكون بعيدة بمسافة معينة بهدف تخفيف الضغط عن منطقة الشلالات للحفاظ عليها، وتوفير خدمات على الشواطئ بمنطقة وادى الريان، وأضاف أنه جارٍ إعداد مخطط تفصيلى يتضمن مقترحاً بإقامة فنادق بيئية وكافيتريات ذات مستوى خدمى ممتاز وإنشاء دورات مياه عمومية جديدة إضافية فى المنطقة، مشيراً إلى أن أسعار الفنادق المقترح إنشاؤها ستناسب كل الأسر، وتقدم خدمات فندقية ممتازة، وأوضح أنه سيتم تمهيد بعض الطرق بالمحمية، ورصفها بطرق ووسائل صديقة للبيئة، مشيراً إلى أنه جارٍ ترخيص مخيمات جديدة بمنطقة «ماجيك ليك» المعروفة بالبحيرة السحرية، لتكون متوافرة على مدار العام بعد أن كانت تقام بشكل موسمى فقط.