"الإفتاء" تحذف تدوينة "غلاء الأسعار" من صفحتها بعد سيل من الانتقادات
تدوينة الدار المحذوفة
حذفت دار الإفتاء، تدوينة عبر صفحتها على "فيس بوك"، بشأن رفع الأسعار بعد سيل من الانتقادات لرواد الصفحة للتدوينة، التي أوردت خلالها الدار حديثا عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ غَلا السِّعْرُ؛ فَسَعِّرْ لَنَا! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "إنَّ اللهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ، الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، الرَّازِقُ؛ وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلِمَةٍ مِنْ دَمٍ وَلا مَالٍ".
وأوضحت الدار، أن معنى الحديث "لفت نظر الصحابة إلى نسبة الأفعال حقيقةً إلى الله تعالى، كما في قوله عز وجل: (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى)، الأنفال، فإنهم لَمّا اشتكَوْا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاءَ السعر، نبّههم على أن غلاء الأسعار ورخصها إنما هو بيد الله تعالى، وأرشدهم بذلك إلى التعلق بالله تعالى ودعائه، كما جاء في الرواية الأخرى بسند حسن عند أبي داود في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَعِّرْ لَنَا، فقال: بَلْ أَدْعُو)".
وتابعت الدار: "بذلك يُعلَم أن هذا الحديث لا يدل على تحريم التسعير، فإنه تنبيه على اللجوء إلى الله تعالى في الأزمات، مع اتخاذ الأسباب الممكنة والسبل المتاحة والوسائل المقدورة، وحتى لو فُهِم من الحديث امتناعُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن التسعير، فإن هذه واقعةُ عينٍ جاءت على حال معينة لها ظروفُها وملابساتُها، وتقرر في قواعد الأصول، أن وقائع الأعيان لا عموم لها، وفي ذلك يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه: (قَضَايَا الأَحْوَالِ إذَا تَطَرَّقَ إلَيْهَا الاحْتِمَالُ كَسَاهَا ثَوْبَ الإِجْمَالِ وَسَقَطَ بِهَا الاسْتِدْلال)، فهذا الحديث لَمّا كان واردا على قضية عين لم يصح حملُه على عمومه".