وزير خارجية قطر يسلم «الكويت» رد «الدوحة» على المطالب «الخليجية - المصرية».. ومد المهلة العربية 48 ساعة
10:07 ص | الثلاثاء 04 يوليو 2017
وزير خارجية الكويت لدى استقبال نظيره القطرى
سلم وزير الخارجية القطرى، محمد بن عبدالرحمن، أمس، أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رد بلاده الرسمى على مطالب دول المقاطعة الأربعة، تزامناً مع موافقة السعودية والإمارات والبحرين ومصر على تمديد المهلة أمام قطر لـ48 ساعة بعد أن انتهت، أمس، وسط تأكيدات لمسئولين من هنا وهناك أن رداً قوياً ينتظر «الدوحة» حال رفضها المطالب الخليجية العربية كما هو متوقع. واستقبل أمير الكويت وزير خارجية قطر ليسلمه رسالة خطية من أمير قطر، تميم بن حمد. وتحمل الرسالة الرد الذى تم إعداده فى وقت سابق من قبل قطر على قائمة المطالب الجماعية المقدمة عن طريق الكويت فى أواخر الشهر الماضى، وفق وكالة الأنباء القطرية الرسمية، دون أن تكشف بعد تفاصيل الرد. وكان وزير خارجية قطر قال فى مؤتمر صحفى، السبت، إن دول المقاطعة أعدت قائمة المطالب لتُرفض، مؤكداً رفض بلاده إغلاق القاعدة العسكرية التركية أو قناة «الجزيرة».
وقالت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، فى بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس»، إنه «استجابة لطلب الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، بتمديد المهلة الخاصة لحكومة قطر لمدة 48 ساعة منذ وقت انتهاء مهلة الأيام العشرة» مساء الأحد، فإنَّ «الدول الأربع تعلن الموافقة على طلب سموه وسيتم إرسال رد الدول الأربع بعد دراسة رد الحكومة القطرية وتقييم تجاوبها مع قائمة المطالب كاملة». وأوضحت الدول الأربع، فى بيانها، أنها وافقت على تمديد المهلة «بسبب تأكيد الحكومة القطرية لسموه أنها سترسل ردها الرسمى على قائمة المطالبات الموجهة لها» بالأمس. وأتى تمديد المهلة بعد أن رفضت قطر ضمنياً مطالب جاراتها لإعادة العلاقات معها قبل ساعات قليلة من انتهاء مدة العشرة أيام التى حُددت لها للرد على مطالبها الـ13.
«القمة الرباعية» بـ«القاهرة» تبحث تصعيد الإجراءات ضد «الدوحة».. ووزير دفاع «تميم»: مستعدون للدفاع عن بلدنا فى حال التدخل العسكرى.. و«قرقاش»: مراقبون يتحققون من وقف التمويل القطرى للإرهابيين واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المطلوبين أمنياً فى الدول العربية
من جهته، قال وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، عبر «تويتر» أمس، تعليقاً على تمديد المهلة: «أرجو أن يكون التمديد الذى سعى إليه الأمير الجليل فرصة للمراجعة وحسن التدبير عند الشقيق، الحكمة مطلوبة والبديل عسير علينا جميعاً». وتوقع الوزير الإماراتى، فى تصريحات لشبكة «سى إن إن» الأمريكية، أن يكون للولايات المتحدة والدول الأوروبية دور فى أى اتفاق مستقبلى مع «الدوحة» بشأن تمويل الإرهابيين وإيوائهم والتحريض على الإرهاب وتقديم دعم سياسى للإرهابيين. ولفت «قرقاش» إلى أن مراقبين «سوف يتحققون من أن قطر تعمل على ضمان عدم وصول الأموال إلى الإرهابيين، واتخاذ إجراءات قانونية ضد الأشخاص المصنفين كإرهابيين ويعيشون فى قطر، وعدم تحريض الجزيرة وغيرها على الإرهاب والتطرف، وعدم حصول الجماعات الإرهابية على أى شكل من المساعدة من قطر». من جانب آخر، ذكر «قرقاش» أن بلاده أكدت للسيناتور الجمهورى جون ماكين، رئيس لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ الأمريكى، أن القاعدة العسكرية الأمريكية فى قطر لن تتأثر بالأزمة ولن يتعطل عملها. وقال السفير السعودى فى السودان على حسن جعفر، فى تصريح لصحيفة «السودانى» السودانية، أمس، إن «كل الخيارات متاحة» أمام دول المقاطعة عقب انتهاء المهلة، مضيفاً أن «السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ستقوم بما تراه مناسباً للتعامل مع ما يهدد أمنها واستقرارها».
«ترامب» يبحث الأزمة مع قادة الدول المقاطعة.. و«تراجر»: وقف دعم تنظيم الإخوان وقطع العلاقات مع إيران يحلاّن الأزمة
فى المقابل، اتهم وزير الدولة القطرى لشئون الدفاع، خالد العطية، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بأنها تسعى إلى تغيير النظام فى «الدوحة»، مشدداً على أن القطريين مستعدون للدفاع عن بلادهم. ورد «العطية» على سؤال فى حوار مع قناة «سكاى نيوز» البريطانية، عما إذا كان يعتقد أن ما يحدث هو محاولة لتغيير النظام فى بلاده بالقول: «هذا ما حدث بالضبط، ولا أقول شيئاً افتراضياً». وأعرب «العطية» عن أمله فى أن لا يحدث تدخل عسكرى فى بلاده، وقال فى هذا الشأن: «آمل أن لا نصل إلى مرحلة يتم فيها التدخل العسكرى، لكننا نقف جاهزين دائماً.. للدفاع عن بلادنا». وأضاف وزير الدفاع القطرى فى هذا السياق: «لقد كانت هناك محاولة انقلاب كبيرة فى 1996، وعام 2014 كانت هناك محاولة انقلاب ناعمة، وهو ما يحصل أيضاً اليوم». وأكد «العطية» أن قطر أثبتت تاريخياً أنها دولة ليس من السهل أن «تُبتلع»، وفقاً له، مشيراً إلى أن المطالب العربية تعد «تعدياً على سيادة البلاد». ورفض السفير القطرى لدى تركيا سالم بن مبارك، مطالبة الدول المقاطعة لبلاده بإغلاق القاعدة التركية، مشدداً على أنه لا يحق لأحد مجرد التعليق على العلاقات الدفاعية بين «الدوحة وأنقرة»، معتبراً أن لائحة المطالب هدفها «فرض الوصاية».
وعاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مرة أخرى إلى أروقة الأزمة مع قطر، وأجرى اتصالات هاتفية مع قادة السعودية والإمارات وقطر، أبدى خلالها قلقاً بشأن الخلاف الراهن بين «الدوحة» وجيرانها الخليجيين ومصر، أمس، وفق قناة «الحرة» الأمريكية. وشدد «ترامب» على أهمية قطع مصادر تمويل الجماعات الإرهابية، مؤكداً فى الوقت ذاته أن وحدة دول المنطقة ضرورية لتحقيق أهداف «قمة الرياض» الداعية إلى هزيمة الإرهاب وإحلال الاستقرار الإقليمى.
وكشفت مصادر دبلوماسية أن الاجتماع الرباعى لوزراء خارجية مصر والإمارات والسعودية والبحرين فى القاهرة غداً سيبحث الإجراءات التصعيدية ضد «الدوحة» بعد نفاد المهلة المحددة لها لتنفيذ المطالب التى قدمتها الدول الأربع قبل عدة أيام. وقالت المصادر الدبلوماسية فى تصريحات لـ«الوطن» إن كافة الخيارات ستكون متاحة للضغط على قطر من أجل التوقف عن دعم الإرهاب فى المنطقة للحفاظ على الأمن القومى العربى، وإن الجانب المصرى يقود هذه المرة التحرك الجديد ضد قطر بعد انتهاء المهلة المحددة لها انطلاقاً من دورها فى المنطقة واستغلال عضويتها فى مجلس الأمن من أجل مواجهة تحركات الدوحة عبر بنود ومقررات مجلس الأمن ليكون التحرك على الصعيد الدولى والإقليمى.
ورجحت المصادر الدبلوماسية أن يصدر الوزراء الأربعة قرارات جديدة ضد دولة قطر عقب قطع العلاقات الدبلوماسية وما تبعها من قرارات أثرت على الوضع الاقتصادى فى الدوحة. وكان المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أعلن أنه بناءً على دعوة من وزير الخارجية سامح شكرى، تقرر عقد اجتماع رباعى لوزراء خارجية مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين فى القاهرة غداً الأربعاء، لمتابعة تطورات الموقف من العلاقات مع قطر. وأوضح المتحدث باسم الخارجية أن الاجتماع يأتى فى إطار تنسيق المواقف والتشاور بين الدول الأربع بشأن الخطوات المستقبلية للتعامل مع قطر، وتبادل الرؤى والتقييم بشأن الاتصالات الدولية والإقليمية القائمة فى هذا الشأن.
فى السياق ذاته، أكد الباحث الأمريكى بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى «إيريك تراجر» فى مقال نشرته مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية، أن مشكلة قطر مع دول المقاطعة تكمن فى دعمها لجماعة الإخوان، والتى تعتبرها الدول المقاطعة مصدر تهديد لأمنها القومى، وقال «تراجر» فى مقال، أمس، إن «الخلافات السياسية ليست جديدة، وترى الدول المقاطعة لقطر أن علاقات الدوحة بإيران استفزازية للغاية، إلى جانب دعمها لقناة الجزيرة، فضلاً عن دعمها للجماعات الإرهابية». ولفت «تراجر» إلى أن السعودية والإمارات ومصر بشكل خاص تعتبر دعم قطر لجماعة الإخوان تهديداً قاتلاً لأنظمتها، وبالتالى فإن سلوك قطر لا يمكن احتماله أو السكوت عليه، ويجب تغييره، وقال «إن المطالب الـ 13 على الرغم من اشتمالها على قضايا مختلفة إلا أن غالبيتها تتعلق بعلاقة قطر بجماعة الإخوان، وتعكس رغبة الدول المقاطعة فى مراقبة ما تعتبره تهديداً لوجودها، وشعرت دول الخليج بالقلق إزاء استقرارها على المدى الطويل منذ أواخر عام 2010، عندما بدأت سلسلة من الانتفاضات الشعبية فى زعزعة الأنظمة الاستبدادية فى أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».