وحيد حامد: «روبى» ليست مصر.. ولا أحب الرمزية فى الكتابة
من يتابع أعمال الكاتب الكبير وحيد حامد يظن ويتصور أن الرجل يقرأ الطالع أو يستشف الغيب، بأسلوبه الرشيق صاغ أفكاراً صعبة وحذر من نمو التيارات الإسلامية، ومرت الأيام والسنوات وصدقت توقعاته ولمست مخاوفه أرض الواقع. تعرض وحيد حامد لمضايقات كثيرة من جماعة «الإخوان»، ورغم ذلك لم يستسلم أو يغير مواقفه، وفى مسلسه الجديد «بدون ذكر أسماء» يرصد تحولات اجتماعية خطيرة مر بها المجتمع المصرى وكيف بدأ نجم «الإخوان» فى السطوع.
عن سبب اختيار عنوان مسلسله الجديد «بدون ذكر أسماء» قال: «مؤكد أن عنوان المسلسل يحمل مغزى ومعنى، وأعترف بأن الشخصيات التى قمت بصياغة ملامحها وتفاصيلها هى شخصيات واقعية ولها جذور فى الحقيقة، وأعتمد على ذكاء المشاهد فى اكتشافها، ومن الصعب التنبؤ بالشخصيات التى أقصدها فى العمل لسبب بسيط، وهو أن الشخصيات ما زالت فى مرحلة النمو ولم تتشكل ملامحها بشكل نهائى حتى الآن، لذا أنصح المشاهد بعدم التسرع فى الحكم لأن الحلقات الأخيرة ستحمل مفاجآت وأحداثاً يصعب توقعها».
وبشأن الاستعانة بالمخرج تامر محسن الذى يخوض تجربة الإخراج لأول مرة قال: «المخرج من اختيارى، وأنا دائماً متحمس للشباب الموهوب الذى يملك رؤية فى العمل، ولا ألقى باللوم أو الذنب على المخرج لأنه يخوض الإخراج لأول مرة، فالمسئولية تتحملها كاملة شركات الإنتاج التى تدير ظهرها للشباب ولا تحاول البحث عن مواهب أصلية وشابة، وفخور لأننى على مدار تاريخى قدمت مواهب شابة فى كل المجالات، واستطاعت هذه المواهب بعد ذلك أن تخلق لنفسها مكاناً على الساحة الفنية».
وحول ما تردد عن استبعاده لنجوم كبار قال: «وضعت شرطاً مهماً لفريق العمل وهو التفرغ، بمعنى أن يتفرغ الممثل للعمل فى مسلسلى فقط، وهذا الشرط رفضه نجوم من العيار الثقيل كانوا مرشحين للعمل من البداية وهذا لم يغضبنى ولن أبوح بأسمائهم، كما أننى رفضت الاستعانة بالنجوم بعد ذلك وفضلت الاعتماد على الشباب، وأشعر بالاطمئنان ما دام كل ممثل قد حصل على الدور المناسب».
وبخصوص شخصية «روبى» فى العمل وتفسير البعض لها بأنها الرمز لمصر المنهوبة قال: «روبى ليست مصر وأنا لا أحب الرمزية فى الكتابة، وأعتمد فى أعمالى على التنوع فى الشخصيات وأحب الكتابة بأسلوب سهل وبسيط؛ حتى يصل المعنى إلى المواطن البسيط، والمسلسل يرصد الحالة الاجتماعية للمجتمع المصرى ويركز بشكل أساسى على فترة الثمانينات وعدد من التحولات التى مر بها المجتمع».
وبسؤاله عن المضايقات التى مارسها «الإخوان» ضده لتعطيل إنتاج المسلسل قال: «الكل يعرف موقفى من الجماعة وأعرف أن «الإخوان» يكرهوننى جداً، ولا أبالغ إذا قلت إن كراهيتهم لى مطلقة، لكن بصراحة أعترف أنهم لم يعترضوا طريقى أثناء تنفيذ المسلسل، فأنا لا أحب المزايدة أو المبالغة، لذا أعترف بأن «الإخوان» لم يقوموا بعرقلة طريقى أثناء العمل بالمسلسل، ولكن أعترف أيضاً بأن الإخوان «قرفونى» أثناء العمل فى مسلسل «الجماعة»، وما زالت المضايقات مستمرة بسبب هذا المسلسل، ولكنى أحاول الصمود والاستمرار حتى يخرج الجزء الثانى من مسلسل (الجماعة) للنور».