أطفال جنوب السودان الفارين.. حافيين على صفيح الحرب
صورة أرشيفية
اتجهت نياديت حافية القدمين نحو الشرق بعد أن احترقت مدينتها وفي الطريق أكلت ما قدمه لها بعض الغرباء الذين صادفتهم أثناء سيرها على خطى الهاربين من الحرب في جنوب السودان.
قضت نياديت التي لا تتجاوز الثانية عشرة من العمر تسعة أيام في الطريق بعد أن هربت في نوفمبر من القتال من ملكال، حتى وصلت إلى الحدود مع أثيوبيا ودخلتها مع الداخلين بحثا عن الأمان.
كل ما تقوله لدى سؤالها عن أمها وأبيها وأختها وأخويها "ربما هم بأمان، لقد فقدت أثرهم عندما تحولت ملكال إلى منطقة حرب".
تستعر الحرب الأهلية في دولة جنوب السودان الفتية منذ ثلاث سنوات وبلغ القتال والعنف حدا من الوحشية بحيث باتت أجزاء بأكملها من البلاد محرومة من الطعام وأن ثلث السكان هربوا من قراهم ومدنهم ومن بينهم عدد كبير من اللاجئين الأطفال الذين فرقتهم الحرب عن أسرتهم.
ويقول دانيال أباتي من منظمة "سيف ذي تشيلدرن" التي تساعد في إعادة الأطفال إلى عائلاتهم "إنهم يهربون من أوضاع تعرضوا فيها للموت".
وفي مخيم نجوينيال للاجئين في جامبيلا بالقرب من الحدود الغربية لإثيوبيا، يروي فتية وفتيات عبروا الحدود بمفردهم كيف قتل أهلهم وانتزعت منهم طفولتهم بسبب العنف الوحشي الذي شهدوه أو تعرضوا له.
"وقعت الحرب" بكلمتين تصف نياكونج البالغة من العمر 11 عاما الفظاعات التي شهدتها في جوبا عاصمة جنوب السودان حيث احترقت أمها حية داخل كوخهم وقتل ثلاث من أخوتها بالرصاص على الطريق في أثناء هروبهم بحثا عن الأمان في قاعدة للأمم المتحدة.
تعمل منظمات الإغاثة على لم شمل الأطفال مع عائلاتهم لكن العاملين الإنسانيين يقرون بأن الأمل ضئيل طالما لم يتم التوصل إلى نهاية النزاع.
وتضخمت أزمة اللاجئين الجنوب سودانيين بسرعة وبلغت مستوى غير مسبوق مع فرار نحو 1,8 مليون من قراهم ومدنهم، أحصت الأمم المتحدة بينهم نحو مليون طفل.
ومن بين مليون طفل لاجئ، فصل نحو 75 ألفا عن عائلاتهم أو لم تعد لديهم أسرة أو أقارب على الإطلاق.
ويقول العاملون الإنسانيون أنهم يشهدون باستمرار عبور أطفال الحدود من جنوب السودان غالبا برفقة كبار غرباء عنهم، وأحيانا بمفردهم تماما.
ويقول دانيال "إنهم يصلون منهكين، وملابسهم ممزقة، لم يستحموا منذ وقت طويل. نتبين على الفور أنهم في حالة يرثى لها من العوز والحرمان".