«شبين الكوم» الجامعى.. الإهمال يتحكم.. والمدير: «أنا إجازة 3 أيام»
المرضى فى انتظار دورهم للكشف عليهم
عُرف عنه أنه أحد أهم وأشهر المستشفيات الحكومية فى محافظة المنوفية، لمركزيته وسط عاصمة المحافظة من ناحية، واشتماله على كافة التخصصات من ناحية أخرى، ومن ثم أصبح المقر الرئيسى للتحويلات المرضية من كافة مستشفيات المحافظة، الأمر الذى جعل الاهتمام به من قبل المسئولين فى وزارة الصحة ومحافظة المنوفية أمراً ضرورياً وحيوياً، لكن هذا الاهتمام الرسمى سرعان ما تبدد أمام كثافة المرضى المترددين عليه، ولم تغن المبانى الجديدة والتوسعات المستمرة فى حفظ كرامة المريض من براثن التجاهل والإهمال الطبى.
تمتد واجهة المبنى بالتوازى مع المستشفى التعليمى، لُيشكلا معاً مقصداً للمرضى فى كافة التخصصات، ويحيط به من الناحية الخلفية معهد الكبد القومى، بخلاف عدد من المستشفيات الخاصة، والعيادات الخارجية الخاصة أيضاً، التى وجدت فى تلك المنطقة السبيل لتحقيق مكاسب مادية كبيرة، نظراً لزيادة أعداد المرضى عن طاقة المستشفيات الحكومية، فلا يكون أمام المريض بديل عن اللجوء للمستشفيات الخاصة، حتى وإن كلفهم ذلك آخر مليم فى بيوتهم. «النهارده معندناش طوارئ، النهارده يوم القصر التعليمى، إحنا يوم وهو يوم، ويوم الجمعة بالتناوب»، سألنا فرد الأمن عن إمكانية صعودنا إلى غرف المستشفى للاطمئنان على أحد أقاربنا، فأجاب «يا بشوات اقطعوا تذاكر واطلعوا شوفوا اللى انتوا عاوزين تشوفوه بس ادخلوا من الباب الجانبى مع الناس اللى ماشية هناك».
لطفى المغربى، من سكان قرية الماى، والد أحد المرضى المحجوزين فى قسم الأنف والأذن والحنجرة، الذى تعرض لحادث سير، تسبب فى إصابته بكسر فى أنفه، يمضى يومه الرابع داخل ساحة الدور الرابع فى إقامة كاملة، يقول إن المسئولين فى إدارة المستشفى لا يمانعون فى مبيت أحد أقارب المريض داخل المستشفى، ولكن بعيداً عن عنبر الحجز، معللاً ذلك بأن «الناس فى المستشفى عارفين اننا مش بناخد منهم غير نومة العيل فى السرير، كل حاجة بنشتريها بفلوسنا من بره، والحاجات الموجودة فى المستشفى مش بتطلع غير لما بندى للممرضات اللى فيه النصيب ولو معملناش كده بيقولولنا مسئول المخازن قفل ومشى». يضيف الرجل الخمسينى أن الإجراءات الروتينية فى المستشفى غير معقدة، وأنه تمكن من الدخول بابنه بمجرد قطع تذكرة دخول بمبلغ 20 جنيهاً، وفى الاستقبال تمكن طبيب الطوارئ من إيقاف نزيف الأنف، وقرر حجزنا وعرضنا على الطبيب المتخصص فى الصباح الباكر، وفى الموعد المحدد، قرر طبيب الأنف والأذن والحنجرة إجراء العملية فى مساء اليوم نفسه، وبعدها فوجئنا بالموظف الإدارى يعطينا ورقة بطلبات العملية، اشتريناها من الخارج بمبلغ 490 جنيهاً، وكل يوم نقوم بشراء مستلزمات التغيير على الجرح وأدوية بـ100 جنيه. ورفض الدكتور أحمد عامر، مدير المستشفى، التعليق على الأمر بحجة أنه فى إجازة لمدة 3 أيام. فيما أوضح أحد المسئولين فى إدارة المستشفى، طلب عدم نشر اسمه، أن المبنى يضم 296 سريراً فى طوابقه السبعة، داخل 11 قسماً عملياً يقدم الخدمات العلاجية والعملية والتعليمية لطلاب كلية الطب، وأضاف المسئول أن قسم العناية المركزة فى المستشفى يضم 42 سريراً، و18 سريراً للعناية المتوسطة، و8 أسرة عناية حرجة، و6 أسرة للقلب والأوعية الدموية، 14 سريراً للباطنة العامة، و8 أسرة للعصبية والنفسية، و6 أسرة للصدر، و8 أسرة عناية متوسطة.