ترع ومصارف الغربية مأوى للحيوانات النافقة.. والمسؤولون "غياب"
حشرات البعوض والناموس تهاجم مواطني الغربية
عانى الآلاف من أبناء قرى ومراكز محافظة الغربية، خلال الأسابيع الماضية، من كارثة بيئية حقيقية تهدد أمن المواطنين وذويهم، لشيوع ظاهرة انتشار الحشرات والهاموش والبعوض على مستوى كبير.
جاء ذلك، تزامنا مع بدء موسم زراعة محصول الأرز، ما أثار حفيظة الأهالي، خشية تعرض حياتهم للخطر الموت، أو الإصابة بعدوى الأمراض المزمنة والمميتة، وسط تجاهل لمسئولي وقيادات تنفيذية، ومسئولي مديرية الصحة التحرك لمواجهة الأزمة، وتجاهل مسئولي الري والصرف تطهير الترع والمصارف، التي تربط بين قرى المحافظة، وفرعي النيل، دمياط ورشيد.
ولاحظ المواطنون وجود تجمعات كبيرة من الحشرات، والهاموش، والبعوض، انتشرت حال وجودهم داخل أعمالهم الوظيفية، والأندية، والحدائق، والمنتزهات العامة والكافيهات، ما أثار حفيظتهم، بعدما تزايد أعداد الإصابة بلسعات البعوض، وتعرضهم إلى تغير في لون بشرتهم الجلدية.
من جانبه قال محمد عبدالسلام، أحد أهالي قرية السجاعية بمركز المحلة "إحنا بنموت، بسبب لدغات ولسعات الناموس المتكررة، وياريت محافظ الغربية والمسؤولين يتحركوا عشان يحمونا من مخاطر الأمراض اللي ممكن تقضي علي حياتنا "، مشيرا أن أهالي القري المجاورة لجأوا لتقديم شكاوى ضد الإدارات الصحية، ولكنها جاءت دون فائدة.
وأضافت حسناء علي،(ربة منزل - مقيمة بقرية ميت حواي بمركز السنطة)، "مسؤولي الصحة مش بيتحركوا"، مؤكدة أن القمامة متراكمة على جانب الطريق، ومسؤولي الوحدات المحلية لايخصصون سيارات لرفعها، ولا يتحركون للتطهير الترع والمصارف، التي أصبحت مأوى للمخلفات والحيوانات الميتة.
كما حصلت" الوطن " على تقارير تؤكد فشل مديرية الصحة بالغربية في مواجهه أزمة انتشار الحشرات والبعوض والناموس، بسبب سوء الإدارة، وتهالك المعدات المستخدمة في مواجهة عدوى نمو الحشرات، وكبر حجمها بشكل مخيف، دون اتخاذ إجراءات وقائية للتعامل مع الأزمة.
وأفادت مصادر بالطب الوقائي، ومكافحة العدوى بالصحة الغربية لـ"الوطن" بسلسلة من التحذيرات العاجلة، بشأن مخاطر انتشار أمراض الفيلاريا، والملاريا، وحمى الدنج، وفيروس زيكا، بسبب عدم توافر الأمصال المضادة، وأن أسباب عدم القدرة على مواجهه الكارثة قبل تفاقمها في الفترة الأخيرة، هو بدء موسم حصاد الأرز، ما يسبب زيادة البعوض، وعدم القدرة على الرش خلال فترة الزراعة، فضلا عن فترات جمع وحصاد القمح، وتوريده.
وتابعت مصادر، أن معدات رش ومكافحة العدوى شبه معطلة، ولا تعمل بكفاءتها التي جاءت بها خلال السنوات الماضية، في ظل غلاء أسعار المادة الفعالية اللازمة لقتل مراحل نمو حشرات، ويرقات البعوض.
ففي مراكز طنطا، والمحلة وزفتى، وكفرالزيات، ارتفعت أصوات استغاثات المواطنين، بسبب انتشار المخلفات، والبرك، والمستنقعات، وأكوام القمامة، بجوار المصارف العمومية، وغياب عمليات التطهير، ورفع مخلفات المصارف بطول عشرات الكيلو مترات، والتي تربط بين قرى المراكز المشار إليها، منها مصرف النعناعية الواصل بين قرى كفرالزيات وبسيون، ومصارف نمرة 5 بقرية شبرا ملكان، ومصارف القرى التي تربط بين محافظتي كفرالشيخ والغربية.
وأوضحت مصادر بالطب الوقائي بمديرية الصحة، أن أسباب ارتفاع أعداد الحشرات، توافر غذاء يرقات البعوض، بسبب تراكم المخلفات العضوية بمياه المصارف، وعدم التطهير بشكل دوري، قبيل بدء أسابيع الصيف الحارة، مشيرة إلى ضرورة تدشين حصر كامل لأماكن وبؤر توالد البعوض.
كما أصدر اللواء أحمد ضيف صقر، توجيهاته إلى الدكتور محمد شرشر، وكيل وزارة الصحة، بضرورة التنسيق مع رؤساء الوحدات المحلية القروية، ومديري الإدارات والوحدات الصحية، سعيا في مجابهة انتشار ظاهرة البعوض والناموس، والتواصل مع المواطنين المضارين ميدانيا، وحل مشكلاتهم.
وأمر محافظ الغربية، برش المصارف العمومية، وتطهيرها من المخلفات، بالتنسيق مع مديرية الري، والوحدات المحلية، بموجب توفير المبيدات الحشرية اللازمة، لوقاية المواطنين، وحماية حياتهم، من خلال مباشرة أعمال الرش الدوري.