بعد لقاء "ترامب" و"بوتين"..خبراء: مثمر وسيساعد في حل الكثير من القضايا
جانب من اللقاء
رغم مرور ما يزيد عن 7 أشهر منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شهدت مدينة هامبورج الألمانية، أمس، أولى لقاءاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش اجتماعات قمة العشرين.
ورغم تحديد نصف ساعة فقط للقاء المرتقب من وسائل الأإعلام والساسة الدوليين، إلا أنه استمر لساعتين وعشرين دقيقة، مخالفا بذلك كافة التوقعات، ووصفه ترامب بـ"الرائع"، قائلا: "أجرينا مباحثات ممثازة"، فيما أعرب بوتين أيضا عن سعادته باللقاء وجها لوجه مع الرئيس الأمريكي وأن المكالمات الهاتفية بينهما "لا تكفي"، وأكد الطرفان رغبتها في إصلاح العلاقات الثنائية والمزيد من التعاون، فضلا عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار جنوب غرب سوريا.
"اللقاء جيد للغاية وبه توافق ضخم".. بهذه الكلمات وصف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم العلوم السياسية والخبير في شئون الشرق الأوسط، اللقاء الأول بين ترامب وبوتين، موضحا أن ذلك الاجتماع ينبأ بوجوج رغبة سياسية بين الطرفين لتوسيع العلاقة من خلال الاتفاق في قضايا عدة خلال الفترة المقبلة كالصراع العربي الاسرائيلي والاتصالات الفلسطينية الإسرائيلية، والاتفاقيات المكملة للمناخ، وعلاقات البلدين مع آسيا، فضلا عن فتح آفاق جديدة للتبادل التجاري بينهما.
وقال فهمي، في تصريح لـ"الوطن"، إن ذلك اللقاء سيغلق الباب أمام الاتهامات الأمريكية بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الماضية بواشنطن، مضيفا أن اللقاء أثمر أيضا عن الاتفاق الثلاثي بين "أمريكا وروسيا والأردن" الخاص بوقف إطلاق النار جنوب غرب سوريا وإنشاء منطقة معقمة، ما يعني أنها من الممكن أن تكون قابلة للتكرار بشمال سوريا.
وأيدّه في الرأي نفسه، الدكتور أيمن سمير، أستاذ العلاقات الدولية، قائلا إن اللقاء "مثمرا جدا"، ويعطي دلالة بوجود "إرتياح" بين الزعيمين، وإرادة سياسية بينهما لحل الخلاقات بينهما، فضلا عن وجود أجواء أيجابية سمحت بإستمرار اللقاء أكثر من الوقت المحدد له ورغم تدخلات ميلانيا ترامب لأكثر من مرة لإنهائه، ما يعني بأنه سيشكل "نقطة فارقة وحجر زاوية جديد في العلاقات بين البلدين، وسيشكل منصة لأرضية مشتركة وإطلاق أفكار لحل الأزمات العالمية التي لن تنتهي سوى بتوافق أمريكي روسي"، على حد قوله، مشيرا إلى سعاة الرئيسين بعد اللقاء التي تؤكد فتح مزيد من آفاق التعاون المثمر بينهما.
وأردف سمير أن روسيا ستشهد في الفترة المقبلة انفتاحا ضخما في العلاقات الأوربية الأمريكية، وسيكون لها دور إيجابي بها، لافتا إلى أن المعارضة الأمريكية من الممكن ألا تسمح لذلك نظرا لمواقفهم الرافضة الهجومية ضد موسكو لاتهامها بدعم نظام بشار الأسد وكوريا الشمالية وتصدير خطاب مخيف لحلفاؤها بشمال أوربا واتهام الاستخبارات الروسية بتسريب وثائق ساعدت في فوز ترامب بالحكم خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية.