«القصور الأثرية».. تاريخ فى قبضة الإهمال
القصور الأثرية
مبانٍ تاريخية تحولت إلى خرابات وجراجات وأوكار للبلطجة وتعاطى المخدرات فى غياب «الحكومة»
إنها ليست مجرد جدران شامخة تتحدى الزمن، أو نقوشاً ولوحات فنية بديعة تشهد على تاريخ عمره مئات أو ربما آلاف السنين، لكنها أيضاً تمثل جزءاً من هوية وطن، ويمكن بقليل من الجهد والاهتمام أن تتحول إلى وسيلة جذب سياحى توفر مزيداً من الدخل القومى لأى بلد.. إنها القصور الأثرية التى أهملها المسئولون فى مصر على مر العقود، فتحول بعضها إلى خرابات أو جراجات وأوكار لبيع وتعاطى المخدرات وممارسة كل ما هو خارج عن القانون. فى مؤتمر دولى استضافته العاصمة السعودية الرياض عام 2010 فاجأ خوزيه لوبيز استيراس، وهو رئيس مجموعة شركات إسبانية، الحضور، بقوله: «يجب المحافظة على تراث أى دولة كونه يمثل هوية الإنسان، وقد قمنا بترميم عشرات الأبنية التاريخية فى إسبانيا، وجعلنا منها فنادق تراثية وفرت للناس المزيد من الدخل وأوجدت لديهم حافزاً للحفاظ على طابعها وصيانته». أما البرتغالى لويس أرجو، رئيس إحدى المجموعات الاقتصادية، فقال: «التراث لا يخص المبانى فقط بل يشمل أيضاً وبشكل أساسى أبناء البيئة التراثية نفسها، فلا يمكن القيام بأى شىء فى المواقع التراثية ما لم نشرك المواطنين فى عملية إحياء التراث». «الوطن» تفتح ملف القصور الأثرية المهملة التى تعرض بعضها لطمس الزخارف والمعالم المعمارية الجميلة، فيما تعرض البعض الآخر لسرقة مقتنياته أو الاستيلاء على «القصر المهمل نفسه»، خاصة بعد الانفلات الأمنى الرهيب الذى شهدته مصر عقب اندلاع ثورة 25 يناير، فخرج معظم هذه القصور من التسجيل فى هيئة الآثار، ولتمتد يد العابثين لتهدم أعرق القصور الأثرية فى بر مصر، وسط غياب شبه تام لوزارات الآثار والسياحة والمحليات.