«أحدب» يحمل ابنه على كتفيه: بعالجه عشان يقدر يمشى
«عبدالتواب» يحمل ولده «سعيد»
رجل ضئيل الجسد، أحدب، يحمل ابنه على كتفيه، ويسير على مهل، تحت الشمس الحارقة. إنه المشوار الأسبوعى الذى يقطعه «عبدالتواب» من العياط إلى المركز القومى للبحوث ذهاباً وإياباً، حيث يتلقى ولده «سعيد»، 13 عاماً، جلسات العلاج الطبيعى.
الطفل يتلقى جلسات علاج طبيعى بعد سقوطه من الشرفة
لم يكن ينقص أسرة «عبدالتواب» المؤلفة من زوجة وأربعة أبناء ذلك الحادث الذى سقط خلاله «سعيد» من شرفة الدور الثانى أثناء مزاحه مع شقيقه، ليفقد بعدها القدرة على السير. الكثير من الزيارات للأطباء انتهت بتوجيههما إلى العيادات الملحقة بالمركز القومى للبحوث، حيث يتلقى «سعيد» الجلسات التى بدأت تساعده قليلاً على استخدام قدمه، لكن الأمور لم تتحسن كثيراً، يسأله البعض: «ولادك مش بيساعدوك ليه؟»، فيجيب: «اتنين بيشتغلوا، الله يعينهم، واتنين صغيرين، سعيد منهم، من ساعة ما وقع ما بيقدرش يمشى»، يقولها الأب بابتسامة راضية على وجهه أثناء استراحته فى ظل شجرة.
«عبدالتواب» يتكفل بنقل ابنه من مكان لآخر: «رمضان اللى فات، كنت رايح بيه مشوار خبطتنى عربية، ومن ساعتها وأنا ضهرى تعبان»، معاناة أضيفت للرجل الذى يعمل بإحدى ورش هيئة السكك الحديدية فى منطقة التبين: «أمنية حياتى ينقلونى ورشة بولاق الدكرور عشان أبقى جنب المركز القومى للبحوث، وأعرف أجيب سعيد وأوديه من غير ما أتأخر عن شغلى واتبهدل».