«إنترفيو المدارس»: تعرف إيه عن المنطق؟
صورة أرشيفية
أصبحت المقابلات الشخصية فى بعض المدارس والحضانات «بعبع» يرعب أولياء الأمور، بسبب ما يواجهه أبناؤهم من أسئلة تعجيزية إذا طرحت على طفل لم يكمل عامه الخامس تشعره بالإحباط، اختبارات تفوق مستوى قدرات الطفل على حسب شكاوى أولياء الأمور، وتجاوزت كونها اختبارات عادية موجهة لأطفال طبيعيين إلى موجهة لأصحاب القدرات الفائقة، كما أن الإجابات يجب أن تكون نموذجية: «زى ما الكتاب بيقول». حرصت ثناء محمد، ربة منزل، على تعليم وتدريب ابنها للحروف والأرقام، ولكنها اكتشفت أنه لم يكن كافياً عند خوضه لتجربة الاختبار بالمدرسة: «أول ما رحنا المدرسة لقيت المقابلة عبارة عن مرحلتين، الأولى هما بياخدوه فى أوضة لوحده، والتانية بكون معاه». بحسب «ثناء»، لم تقتصر المقابلة الشخصية على الأسئلة الموجهة للطفل، ولكن بعض الأسئلة الأخرى موجهة للأب والأم: «سألونا عن كام مرة بنخرج، وبنسافر بره مصر ولا لأ، ومستوانا الاجتماعى، ومشتركين فى كام نادى وعندنا عربية ولا لأ، مع إنها مكنتش مدرسة «إنترناشونال» كانت مدرسة خاصة بس المستوى الاجتماعى بيفرق معاهم». الحال نفسه يشكو منه حسام نبيه، مهندس، الذى فوجئ عند معرفته بأسئلة المقابلة، التى تضمنت أسئلة عن جدول الضرب ونطق بعض الكلمات باللغة الإنجليزية، فهو يرى أن المقابلة الشخصية تفقد الطفل الكثير من ثقته بنفسه فى حالة الفشل: «ده إحساس تعجيزى لطفل مكملش عمر الست سنين، لما هو يكون رايح متعلم جاهز يبقى المدرسة هتعلم إيه!». وعن الاستعداد للمقابلة الشخصية بالحضانة، قامت ياسمين حسنى بتعليم بعض الكلمات لابنتها باللغة الإنجليزية والحروف والأرقام، حتى تكون مهيأة لخوض تجربة المقابلة الشخصية: «عرفت بنتى أعضاء جسمها باللغة الإنجليزية والحروف والأرقام والألوان عشان تعرف ترد».
وبحسب «ياسمين»، فإنها فوجئت عند ذهابها للمقابلة الشخصية مع ابنتها بأنه لا بد من حضور كلا الوالدين بـ«الإنترفيو» وفى حالة عدم الحضور عليهم تقديم ما يثبت سبب الغياب للمدرسة: «كنت شايفة إن ده إجراء زايد عن اللزوم». ومن الناحية النفسية، ترى منيرة صلاح، إخصائية نفسية بمدرسة خاصة، أن فكرة المقابلة الشخصية صعبة على طفل بعمر 4 سنوات وفقاً للآلية الموجودة بالمدارس: «الفكرة بتضغط على الأطفال جداً وهو المفروض إنه فى السن دى غير مطالب بحفظ حروف وأرقام، وخطر أن طفل لسه صغير يجرب إحساس الفشل فلازم يكون أهله مؤهلينه للإحساس ده». كما ترى «منيرة» أن الأسئلة الأكثر استفزازاً هى التى تتعلق بالأهل ومستواهم الاجتماعى: «أكتر حاجة مستفزة إن يسألوا إتنين لسه فى بداية حياتهم وابنهم لسه صغير سافرت بره مصر ولا لأ، أو عندك كام عربية».