خبراء تكنولوجيا: بطء الإنترنت و«الموظف الكسول» سبب الأزمة
إيهاب مصطفى
اتفق خبراء تكنولوجيا المعلومات على إنفاق الحكومة الكثير من الأموال لتطوير الأجهزة الإلكترونية وأنظمة التشغيل الموجودة داخل الوزارات، لكنها لم تضع فى الاعتبار تطوير العقول البشرية التى ستتولى مسئولية العمل على تلك الأجهزة، مؤكدين أن بعض الموظفين يتعمدون تعطيل «السيستم» لأنهم يرغبون فى الحصول على راحة من ضغط العمل، أو رشاوى مالية، وطالبوا بوضع استمارات استبيان فى الجهات الحكومية التى تؤدى خدمات للمواطنين، لقياس مدى رضا المواطن عن الخدمة.
يقول إيهاب مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن الجهات الحكومية تنفق أموالاً طائلة على تطوير الأجهزة، وتركيب أنظمة دون أن تضع فى اعتبارها الإنفاق على العنصر البشرى وتدريبه جيداً، مؤكداً أن العنصر البشرى هو الأهم فى تلك المنظومة، وأن التحول للحكومة الرقمية حالياً أصبح مسئولية تقع على عاتق 6 وزارات، ولا توجد جهة واحدة تتولى مسئولية تطوير الأنظمة الحكومية، ما يؤدى إلى التأخر فى إنجاز تلك المهمة وإعاقة تقديم الخدمات للمواطنين، وطالب مصطفى بوضع استراتيجية واضحة لتدريب أكبر عدد من الشباب المصرى فى كافة المحافظات على برامج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
«مصطفى»: الحكومة تنفق الملايين على تطوير أنظمة التشغيل وتترك العنصر البشرى بلا تدريب
ويقول مصطفى على، خبير برمجيات، إن مشكلة الإنترنت فى مصر تعتبر «معضلة» بحسب وصفه، ويجب حلها فى أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أن سرعات الإنترنت فى مصر هى الأبطأ بين عدد كبير جداً من دول العالم، وأن الخدمات المقدمة للمواطنين فى الجهات الحكومية تعتمد بشكل أساسى على الإنترنت، لذلك يجب على الجهات الحكومية الخدمية توصيل الإنترنت بسرعات عالية حتى تلبى رغبة المواطنين فى أسرع وقت ودون عطل، وأوضح «على» أن هناك بعض الجهات الحكومية لا تزال تعمل بالنظام اليدوى القديم الذى يضيع الوقت والجهد: «لما المواطن بيروح المصلحة الحكومية دى علشان يخلص أى حاجة تلاقى الموظف بيقوله أنا عايز الوصل الأحمر من الخزنة، المواطن يروح يستنى بالساعتين وفى الآخر ميلاقيش الخزنه فاتحة، وطبعاً هذا لا يحدث فى أى مكان فى العالم غير فى مصر، علشان كده لازم الجهات والمصالح الحكومية تواكب التطور فى تكنولوجيا المعلومات»، وتابع «الجهات الحكومية لا تقيس رضاء المواطنين عن الخدمات التى تقدمها لهم، والخدمة المقدمة يجب أن تعرف الحكومة هل رضى عنها المواطن أم لا، وفى دبى على سبيل المثال وضعت الحكومة فى كل جهة تابعة لها جهازاً يقيس الرضا عن الخدمة يتضمن ثلاثة أسئلة، غير راضى - راضى - راضى جداً»، مشيراً إلى أن ذلك يتم فى بعض البنوك والشركات الخاصة فى مصر، للمساهمة فى التطوير ومعرفة رد الفعل.
وقال المهندس خالد نجم، وزير الاتصالات السابق، إن الحكومة تسعى لتطوير كافة الخدمات المقدمة للمواطنين من خلال التحول إلى الحكومة الرقمية، مؤكداً أن المشاكل التى تواجه المواطنين أثناء قضاء مصالحهم فى بعض الأحيان يرجع السبب فيها إلى أن الموظف لا يرغب فى العمل بهدف الحصول على رشوة أو لأنه موظف متكاسل يتهرب من تأدية عمله، وأضاف «نجم» أن هناك مشاكل تتعلق بالشبكة الخاصة بالإنترنت تعتبر أحد أهم أسباب تعطل «السيستم» فى الجهات الحكومية، مؤكداً أن الموظف يستغل هذه الأعطال ليستمر فى الكسل وعدم تقديم عمله على أكمل وجه، مطالباً بمحاسبة أى مقصر فى عمله، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية الخاصة بشبكات الإنترنت فى الجهات الحكومية لسرعة تلبية مصالح المواطنين.
ويقول أحمد حسنى، المدير التنفيذى لإحدى شركات تكنولوجيا المعلومات، إنه لا يوجد نظام تشغيل فى العالم يعمل بنسبة 100%، وهناك مشاكل فى كل الأنظمة، ولكن الأمر يختلف عندما يكون هناك دعم فنى لحل المشاكل، وأضاف أن الحكومة تسعى بشكل كبير لتطوير الخدمات ونشر تكنولوجيا المعلومات لتسهل على المواطنين الحصول على خدماتهم، موضحاً أن هناك تطويراً يتم فى هيئة البريد التى تخدم أكثر من 20 مليون مواطن، وهذا سوف يساهم بشكل كبير فى تقديم الخدمات للمواطنين بطريقة أسهل.