«شكرى» يبدأ جولة مشاورات مع السودان نهاية يوليو الجارى
وزيرا الخارجية المصرى والسودانى فى لقاء سابق
قالت مصادر دبلوماسية لـ«الوطن» إن سامح شكرى، وزير الخارجية، سيزور السودان نهاية الشهر الحالى لعقد جولة جديدة من المشاورات السياسية مع نظيره السودانى إبراهيم غندور، والعمل على إزالة أى توترات بين «القاهرة والخرطوم»، كما ستتم مناقشة كافة المسائل العالقة بين البلدين، ومتابعة نتائج أعمال اللجنة القنصلية بينهما، والتعاون فى مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرّف، وأوضحت المصادر أن الهدف من جولة شكرى الثانية فى الخرطوم تعزيز مسار العلاقات بين البلدين ومنع أى محاولات للوقيعة وإثارة الخلافات بينهما، مثلما حدث خلال الفترة الماضية، وهو الأمر الذى حالت دونه المشاورات المستمرة بين الجانبين.
وقال سفير السودان فى القاهرة عبدالمحمود عبدالحليم: «إن السفارة تستعد حالياً لزيارة سامح شكرى للخرطوم، لعقد الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين البلدين، كما سينعقد اجتماع لجنة المنافذ المشتركة، منتصف أغسطس المقبل»، وأضاف، فى تصريحات له مساء أمس الأول، بمناسبة حضور الدكتور أحمد بلال، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الإعلام السودانى، ووفد رفيع المستوى، للمشاركة فى اجتماع وزراء الإعلام العرب بجامعة الدول العربية، أنه من المقرر تنظيم اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بين مصر والسودان، لمتابعة المسائل القنصلية التى تهم مواطنى البلدين قبيل نهاية العام، وأشار السفير السودانى إلى أن لقاء السفارة يؤكد التواصل الحميم بين مصر والسودان واهتمام وزارة الإعلام السودانية بالإعلام، وأن يكون رافعة حقيقية للعلاقات الثنائية المزدهرة بين البلدين، مشيراً إلى أن الدكتور أحمد بلال، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الإعلام، حضر للقاهرة عقب انتهاء الحوار الوطنى السودانى، الذى أفضى لتشكيل حكومة وفاق وطنى ومجلس وزراء جديد، مؤكداً أن انعقاد اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين لأول مرة أكتوبر الماضى، تلته زيارة وزير الخارجية إبراهيم غندور لمصر.
مصادر: تهدف لمنع الوقيعة بين البلدين
وتوقع سفير مصر الأسبق لدى السودان محمد الشاذلى أن يعمل وزير الخارجية سامح شكرى على احتواء أى توتر وخلاف قائم بين البلدين، خلال رئاسته وفد مصر فى المشاورات السياسية الجديدة التى ستنعقد نهاية الشهر الحالى، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين أقوى من التوترات القائمة التى يثيرها الإعلام فى البلدين، وقال الشاذلى لـ«الوطن»: «إنه من الضرورى احتواء أى خلاف سريعاً بين البلدين وتطوير العلاقات بما يعود بشكل إيجابى على الجانبين، وذلك قبل أن يتطور إلى ما هو أبعد من ذلك ويؤدى إلى نتائج سلبية، البلدان فى غنى عنها»، ورحب الشاذلى بتصريحات وزير الإعلام السودانى، التى أكد خلالها دعم الخرطوم لمصر فى ملف «سد النهضة» والوقوف إلى جانبها فى مسألة ملء السد، حتى لا تؤثر عملية الملء على حصة مصر والسودان، وأكد أن تصريحات الوزير السودانى بشأن العمل على حل مسألة دعم المتمردين وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لكلا البلدين أمر مهم، حيث يعمل الجانب المصرى دائماً وفق سياسة عدم التدخل فى شئون الدول الأخرى، وهو المبدأ الذى يتعامل به مع السودان، وبناء عليه نسعى لوضع حد لإثارة الخلاف بين البلدين عن طريق وسائل الإعلام فى البلدين التى تطرح قضايا غير صحيحة، ويتم نفيها على المستوى الرسمى من الجانبين فى أكثر من مناسبة.
وشدد سفير مصر الأسبق فى الخرطوم على أن تعزيز التواصل المستمر مع السودان يعزز التعاون القائم بين البلدين فى مختلف الملفات، لا سيما فى ملف سد النهضة الذى يعد أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لمصر، مشيراً إلى ضرورة استغلال الموقف السودانى الأخير والبناء عليه إيجابياً الفترة المقبلة خلال المشاورات السياسية.