«محمد» يلخص معاناة الأقزام: عايشين صح بس المجتمع غلط
«محمد» داخل معرض المنتجات اليدوية
محمد محسن حسن، الطالب بالسنة الرابعة فى كلية التجارة، يكره كثيراً تلك المشاهد التى تعاجله عبر شاشة التليفزيون لمقاطع من أفلام ومسلسلات وحتى مسرحيات تتضمن سخرية واستهزاء من قصار القامة «الأقزام»، حيث يتلخص ظهورهم على الشاشات فى إضحاك المشاهدين عليهم تماماً كذوى البشرة السمراء، مسألة لم تختلف كثيراً عن تلك اللفظة التى يتم وصفه بها من وقت لآخر حين يطلق عليه «مهمش»، حيث يظل يتأملها طويلاً قبل أن يهتف: «أنا زى الفل زى كل الناس، فرق طول فقط، مش فاهم فين المشكلة؟».
يعمل فى أكثر من مهنة بجانب دراسته الجامعية لإعالة أسرته
عامل، كاشير، مسئول عن أحد المحال بالكامل، قليل من كثير شغله الشاب الذى انضم أخيراً لدورات تدريبية فى ريادة الأعمال، والصناعات اليدوية، حيث أصبح يتقن التعامل مع ماكينات الخياطة، ونجح فى إنتاج «مخدة رأس، وغطاء عين، ووحدات إضاءة من خيوط»، منتجات تبدو بسيطة لكنها تشهد نقصاً فى إنتاجها بالسوق المحلية، ما جعله ينجح فى إقامة معرضين لمنتجاته التى لاقت طلباً كبيراً.
لا تبدو مشكلة محمد متعلقة بالوظيفة أو الرزق بقدر تلك النظرة السخيفة التى يلمحها فى العيون: «معاملة دونية وسوء أدب فى أوقات كتير، حتى الشركات والبنوك بيطلبوا ناس بأطوال معينة، كأن قصار القامة ناقصين أو عندهم مشكلة!»، مسألة تدفعه للتأكد من صدق وجهة نظره: «المجتمع هو اللى مفروض يُعاد تأهيله مش احنا أبداً».