أطباء نفسيون: دراما رمضان تخيف مرضى «الطب النفسى».. وسنلجأ للقضاء
ظهر الطبيب النفسى فى أكثر من عمل درامى هذا العام، ولكن يبدو أن الصورة التى ظهر عليها لم تلقَ إعجاب الأطباء النفسيين، الذين عبروا عن رفضهم لهذه الصورة بأكثر من طريقة، إحداها البيان الذى أصدره منذ يومين المجلس القومى للصحة النفسية، وأعرب فيه عن غضبه من صناع الدراما الرمضانية لتصوير المريض النفسى بشكل معيب، مشيراً إلى أن المجلس سيتخذ الإجراءات القانونية تجاه أى عمل يتعمد تشويه صورة المرضى النفسيين باعتبارهم من الفئات المستضعفة فى المجتمع. ثلاثة أعمال ذكرها البيان، وهى مسلسلا «حكاية حياة» و«نظرية الجوافة» وبرنامج «كمين فى مستشفى المجانين»، ذاكراً أنها لا تمت للإبداع بصلة، وتنتهك بشكل غير أخلاقى صورة المريض النفسى والعاملين فى مجال الصحة النفسية.
«إسفاف وتهريج» هى كلمات د. سعيد عبدالعظيم، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، تعليقاً على الأمر، مشيراً إلى أن العديد من المسلسلات كان يجب مراجعتها أولاً مع استشاريين متخصصين قبل ظهورها على الشاشة كما يحدث فى جميع أنحاء العالم حتى لا تظهر بهذا الشكل المتدنى، وقال إن مسلسل «حكاية حياة» احتوى على خطأ فنى وهو أن المريض المتهم فى قضايا قتل لا يُعالج إلا فى مصحات حكومية تحت إشراف حكومى.[SecondImage]
د. هبة العيسوى، أستاذة الطب النفسى بجامعة عين شمس، اعتبرت ما يحدث جريمة فى حق المجتمع لا يدرك صناع وكتاب الدراما حجمها، وقالت إن صناع مسلسل «نظرية الجوافة» حولوا الطبيب النفسى إلى مجرم، فعندما حاول مدير المستشفى التخلص من زميلته، سلط عليها مريضاً نفسياً وأغلق باب الغرفة عليهما، أى أن المستشفى تحول إلى ساحة جريمة.
وأضافت «العيسوى» أن أسوأ ما ظهر فى تلك المسلسلات هى أساليب العلاج مثل جلسات الكهرباء وهى أشكال قديمة توقف الأطباء عن استخدامها منذ 60 عاما على الأقل: «العديد من المرضى خافوا واعترضوا على استخدام جلسات الكهرباء بعد ما رأوه فى أحد المسلسلات».
وفسرت «العيسوى» ما يحدث بأن المجتمع أساسا يعانى من حالة من القلق الشديد وهو ما جعل معظم الدراما الآن تٌوجه إلى المرض النفسى: «ليس معنى أن كتاب الدراما يعانون من القلق النفسى بفعل الأحداث السياسية أن يصدروا الطاقة السلبية التى لديهم للمشاهد لأن المجتمع مش ناقص»