"القديسين 2006 ـ 2017".. الاعتداء بـ"سلاح أبيض" والجريمة في وضح النهار
مختل يحاول اقتحام كنيسة "القديسين"
لا يغيب عن الأذهان مشهد احتشاد الناس في شارع "خليل حمادة" بعد سماع نبأ اعتداء "مختل عقليا" على كنيسة القديسين في العام 2006، الذي تزامن مع سلسلة اعتداءات قيل إنها "من مختلين" على كنيسة مارجرجس بالحضرة ومناوشات أمام كنيسة العذراء في باب شرقي، وكل ذلك في وضح النهار.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان يوم 14 أبريل 2006: "إن مريضا نفسيا قتل مسيحيا وأصاب خمسة آخرين يوم الجمعة في اعتداءات شنها على كنيستين في مدينة الإسكندرية"، واختلفت الأقوال بين الأمن وشهود العيان هل هو الشخص نفسه في الحادثتين أم لا، فيما نفت الداخلية وقتها أن يكون الحادث "إرهابيا".
لا يفوت أن نذكر هنا أن الاعتداءات عام 2006 كانت تالية لفترة شحن طائفية بعد أحداث محرم بك وأحداث شارع 45 في الإسكندرية، حيث أشيع أن هناك عرضا مسرحيا أساء للنبي محمد، ما استنفر همة السلفيين في ذلك الوقت إلى الحمل على المسيحيين في خطبهم، والتحريض المستمر ضدهم في منشورات حملت خاتم "إلا رسول الله"، الأمر الذي دفع الأمن بعد 4 سنوات إلى اعتقال "سيد بلال" مباشرة بعد حادث تفجير "القديسين" في رأس السنة 2011، نظرا للخلفيات السابقة عن تورط الجماعة السلفية في التحريض ضد المسيحيين.
واليوم قالت وزارة الداخلية، في بيان، إن أجهزة الأمن ألقت القبض على متهم حاول ذبح حارس كنيسة القديسين بشفرة حلاقة، ويُدعى "عبدالله عادل أحمد حسن" 24 عاما، حاصل على ليسانس حقوق، بدون عمل، وأن القبض وقع أثناء قيامه بالتعدي على "مينا فؤاد زخاري" 47 سنة، أحد أفراد الأمن الإداري بالكنيسة، باستخدام آلة حادة "شيفرة حلاقة"، حال منعه من دخول الكنيسة لعدم إبدائه أسباب"، وذلك أيضا في وضح النهار.
من الصعب أن يأخذ كل اعتداء على الأقباط في مصر الآن الطابع "الطائفي" بعد تدخل أذرع الإرهاب في الأمر، واستهدافها المستمر للمسيحيين المصريين لشق الصف وزعزعة أساس متين من أسس الدولة المصرية، الأمر الذي يفوته المسيحيون عليهم كل مرة، لكن الألم الذي يعتصر الجميع مسلمين ومسيحيين لا يفوت.
ويقول الخبير الأمني اللواء فؤاد علام، إن الكنائس مؤمنة بشكل جيد وأن هذا التأمين لن يمنع استمرار محاولات التنظيمات الإرهابية من استهداف رجال الشرطة أو القوات المسلحة أو الأقباط، مشيرا إلى أن هناك يقظة بالفعل، لكن لا يوجد أي جهاز أمني في العالم يمنع الجريمة بنسبة 100%.
وأوضح علام لـ"الوطن"، أن الحد من مثل هذه العمليات يأتي بتفعيل المحاور الستة التي تحدث عنها، وهي المحور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي والإعلامي والديني، وتفعيل قرار رئيس الجمهورية بتشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب ليقوم بوضع الاستراتيجية على ضوء المحاور الستة، لكي يبدأ المجتمع كله مواجهة الإرهاب.
ومن جانبه، أكد القس عبدالمسيح بسيط، كاهن كنيسة العذراء بالمطرية، أن حوادث الاعتداء على الكنائس لا علاقة لها بالطائفية أو باضطرابات بين المسلمين والأقباط، وإنما تتعلق بتهديدات إرهابية داعشية للمجتمع بأكمله، مشيرا إلى أن الأمن عثر على مخطط يوضح استهداف "داعش" للأقباط، لذلك طلب من الكنيسة إلغاء الرحلات والمؤتمرات.
وقال عبدالمسيح لـ"الوطن" إن الإرهابيين والممولين من قطر لن يهدأوا وسينشطون بكثافة بعد مقاطعة الدول العربية لـ"الدوحة"، لافتا إلى أن العمليات تتصاعد لأن الإخوان يعتقدون بأن الأقباط سبب رئيسي في زوال حكمهم، ولأن الاعتداءات على الأقباط أسهل وأقرب ما يشوه صورة مصر في الخارج.