بالصور| أتراك بلبنان يعدون إفطار 300 عائلة سورية لاجئة
منذ الساعة العاشرة صباحًا وحتى السادسة مساء، تبدأ الحاجة "يسرى بيليك" وغيرها من النساء الأتراك المقيمات في برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت بالطبخ لأكثر من 300 عائلة سورية لاجئة إلى لبنان طيلة شهر رمضان المبارك.
تتحدث الحاجة بيليك عن أنواع الطبخ الذي يعدونه، والذي منه طعام تركي وآخر لبناني وسوري، إضافة لأطباق الأرز واللحم والفتوش (من أنواع السلطات) اليومية.
وتقول الحاجة بيليك: "نقدم القليل من وقتنا وإمكاناتنا لمساعدة اللاجئين السوريين لأنهم يعيشون مأساة حقيقية بعد أن هجّروا من منازلهم، وهذا أقل الواجب".
وتتابع "إنها الساعة الرابعة عصرًا وحرارة الشمس مرتفعة جدًا والعرق يتصبب من عشرات النساء والأطفال والرجال الذين ينتظرون دورهم في ملعب مدرسة الإيمان ببرج البراجنة للحصول على الطعام".
حالة من الفوضى تسود المكان، والكل يحمل وعاء بيده وينادي "حان دوري الآن" "أرجوكم دوري الآن".
الكاميرا تبقي عامل الخوف الأبرز الذي يلاحق اللاجئين، أحدهم هرب منها قائلاً: "أفضل الموت من الجوع على أن أموت في سجن الأسد إذا ظهرت في الإعلام".
الحاج أبو علي القادم من حلب، شكر الجهود التي تقوم بها النساء والرجال في حي الأتراك ببرج البراجنة.
أبو علي، أب لأربعة أولاد، يتحسر على حاله وحال كثير من اللاجئين، وخلال انتظاره وجبة الطعام، روى صعوبة المعيشة في لبنان وغلاء الأسعار وسوء المعاملة.
أثناء الحديث انفجرت الحاجة السورية عدلية بالبكاء، وقالت إنها تتمنى العودة إلى منزلها المحروق في إدلب (شمال سوريا) على أن تفقد كرامتها في لبنان.
أما الطفلة رغد، فابتسمت للكاميرا بكل براءة وعرضت علينا وعاءها الصغير الذي ستسكب فيه الطعام لعائلتها حتى يحين موعد الإفطار.
أوضاع مأساوية للغاية، وقد شكر جميع اللاجئين الذين التقيناهم المبادرة التي يقوم بها المواطنون الأتراك في برج البراجنة لأنها تسد احتياجات 300 عائلة يوميًا عبر تقديم وجبات الإفطار لهم.
يشار إلى أن أكثر من ألف مواطن تركي من محافظة ماردين (جنوب شرق تركيا) يعيشون في برج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروت منذ عام 1967، لكنهم يحتفظون بهوياتهم التركية وعاداتهم وتقاليدهم ولغتهم.