سيكولوجية شاهد العيان: «لو هرب أو اتفرج.. كله عادى»
صورة أرشيفية
صوت طلقات الرصاص يدوى، تختلس النظر لما يحدث خلفها مباشرة، فتلمح 3 شباب فى زى أسود يطاردون سيارة شرطة بوابل من الرصاص، تطلق العنان لقدميها تسابق الرياح، وفى ذهنها كل مخاوف الأرض من أن تلحقها إحدى هذه الرصاصات، أو أن يلمحها أحد هؤلاء الإرهابيين.. شعور خوف طبيعى أن يلاحق سيدة مرت لتوها صدفة بالطريق الذى شهد استهداف سيارة الشرطة بالبدرشين، المشهد نفسه تكرر مع سيدة أخرى، كانت تمر صدفة وهربت مسرعة من المكان، وهو ما أظهره فيديو كاميرا المراقبة الخاص بمحطة البنزين، والذى نقل تفاصيل الحادث، وحظى بمئات المشاهدات والتعليقات، التى لم تُعِر السيدتين الهاربتين اهتماماً، قدر ما أولت اهتماماً بالشابين اللذين تابعا الحادث فى هدوء وصمت وتأمل دون حركة إيجابية كالمواجهة، أو سلبية كالهرب.
جدل حول فيديو حادث البدرشين وسلبية شهود العيان
هذه المرة لم تكن الحفلة على «الشهداء»، قدر ما كانت على الشابين، عشرات التحليلات النفسية والاجتماعية لهما «أكيد مرضى نفسيين»، قالها أحدهم موضحاً أن من يقف ليشاهد مقتل آخرين دون شعور بالخوف أو رغبة فى المنع هو مريض نفسى، تحليل آخر ساقه أحد المتابعين ساخراً «ما هو إما أنهم فاكرينه فيلم بيتصور، أو خلاص إحنا فقدنا الإحساس ومحدش بقى يتحرك لنجدة حد، خصوصاً لو شرطة»، تحليله حظى بعدد لا بأس به من التعليقات، أغلبها يتفق معه، تحت شعار «الشعب المصرى اتغير»، كثير من التعسف يراه د.يسرى عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسى، فى الأمر، يؤكد: «بغض النظر عن الحادث، مفيش موقف أبطاله 4 أشخاص يقدر يغير من صفات شعب»، لا يرى «عبدالمحسن» فيما انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى إلا مزيداً من الفراغ وتصدير السلبية: «الأحكام المطلقة لا بد لها من تكرار للمواقف فى محيط بشرى لا يقل عن 100 شخص، وما حدث فى البدرشين من ردود فعل لشهود العيان مرتبط بطبائعهم، اللى هرب شعر بالرعب والفزع، واللى وقف يتفرج لديه شغف المعرفة، كلا الفعلين يتوقف على درجة وعى الشخص وخبراته وثقافته».