هزائم تنظيم «البغدادى».. الباب الخلفى لعودة «القاعدة»
«داعش» تنظيم إرهابى يقتل ويحرق باسم نصرة الدين
لسنوات طويلة كان تنظيم «القاعدة» الإرهابى هو التنظيم العالمى الأكبر الجاذب للعناصر الجهادية والمتشددين، لكن مع ظهور تنظيم «داعش» الإرهابى، وترويجه لحلم «إقامة دولة الخلافة» وشروعه فى تنفيذه، فإن الأخير جذب بقوة تلك العناصر، بما يمتلكه من ثروات وإمكانيات هائلة، إلى جانب نزعته الأكثر وحشية وشراسة مقارنة بـ«القاعدة».
ومع الهزائم المتتالية لتنظيم «داعش»، مؤخراً بإعلان العراق التحرير الكامل لمدينة «الموصل» من قبضة التنظيم وهى المدينة التى منها أعلن أبوبكر البغدادى خلافته المزعومة، ربما يرى مراقبون أن هذا الأمر قد يعطى دفعة جديدة لتنظيم «القاعدة»، لجذب المقاتلين إليه من جديد، ويعود مجدداً التنظيم الأكثر قوة.
«بان»: عناصر عديدة فى صفوف التنظيم تستعد للعودة إلى «القاعدة».. و«إسماعيل»: الضربات المتلاحقة تدفع لإنشاء تنظيمات جديدة من رحم «داعش»
وقال الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية الدكتور أحمد بان لـ«الوطن»: «بعد فشل تنظيم داعش فى السيطرة على مكتسباته فى العراق أو إقامة دولة الخلافة التى كان يريدها، فإن عناصره ربما تعود إلى فكر تنظيم القاعدة، الذى يقوم على أن إقامة دولة أو السيطرة على دولة تأتى فى مرحلة أخيرة، بعد غزوها»، وأضاف «بان»: «ربما يعود عناصر التنظيم إلى تنظيم القاعدة، ويقومون بعمليات تقليدية متمثلة فى عمليات إرهابية تستهدف مصالح غربية، وسيكون هناك قيادات للتنظيم لن يعلن عنها بعد نجاح استراتيجية واشنطن فى استهداف قادة التنظيمين القاعدة وداعش».
وقال الكاتب الأمريكى من أصل لبنانى على صوفان، وفق ما نقلت مجلة «نيويوركر» الأمريكية، إنه «بعد الزوال النهائى لحلم الخلافة، يواجه تنظيما داعش والقاعدة قرارات وجودية»، وأضاف: «أكبر قرار هو ما إذا كانت لديهما رغبة فى رأب الصدع ولم الشمل بين القاعدة وداعش»، ويعتقد صوفان أنهما قد يقبعان تحت سلطة النجم الصاعد لابن بن لادن المفضل، حمزة، الذى اعتقل مع والدته فى إيران لعدة سنوات، وتابع: «ظهر بن لادن الصغير فى أول مقطع صوتى له عام 2015، وقدمه الظواهرى على أنه أسد من مقاتلى القاعدة»، وقال «صوفان»: «ومن المؤكد أن داعش لم يعد قادراً على زعم التفوق فى عالم الجهاد المسلح». وقال الباحث الأمريكى: «لو عاد تنظيم داعش مرة أخرى بلا دولة، وعاد فرد من عائلة بن لادن مرة أخرى على رأس تنظيم القاعدة، سيعود جهاديو داعش إلى التنظيم الأم، وإلى الشكل العالمى للجهاد الذى كان يدعو إليه والد حمزة»، مضيفاً: «وبعبارة أخرى، فإن الهزيمة العسكرية لداعش ربما تمهد الطريق لعودة تنظيم القاعدة فى صورة أكثر قوة»، لكن الكاتب تحدث عن إمكانية صعود «داعش» كذلك بقوة مجدداً كما هو الحال لتنظيم «القاعدة»، فبداية «داعش» كانت تنظيم «القاعدة فى العراق»، ثم مر بفترة اندحار فى الفترة من 2007 وحتى 2010 حتى أعاد التنظيم إنتاج نفسه واستعاد قوته ليصبح «داعش» ويصل إلى ما وصل له الآن.
باحث أمريكى: حمزة بن لادن سيقود مصالحة بين «داعش» و«القاعدة».. وسيتبع طريقة والده فى «غزو العالم» أولاً ثم تأسيس «دولة الخلافة»
وقال مدير «المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية» محمد صادق إسماعيل، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «تنظيم القاعدة سيعمل خلال الفترة المقبلة على إعادة تشكيل صفوفه ليثبت أنه التنظيم الأصل والأقدر على قيادة دفة الجهاد العالمى، وهو فى ذلك يسعى للاستفادة من هزائم تنظيم داعش الإرهابى»، وأضاف «إسماعيل»: «لا أتصور أن فلول داعش ربما ينضمون إلى تنظيم القاعدة، لأن للقاعدة فكراً ولداعش فكراً مغايراً، أعتقد أن الأخطر أنه نتيجة الضربات المتلاحقة على التنظيم، فإنه سيتعرض لخسائر أكثر فأكثر ربما تدفع لإنشاء تنظيمات جديدة تخرج من بطن داعش، ربمت يختفى داعش نفسه وتظهر تنظيمات جديدة». وأكد المحلل السياسى أن «القاعدة» سيعمل على استغلال ذلك لإعادة تشكيل صفوفه، وقال «إسماعيل»: «أفغانستان خير مثال على الانفصال بين القاعدة وداعش، لكن أعتقد كذلك أن الولايات المتحدة تعمل جادة على إضعاف تنظيم القاعدة، فمثلاً الآن لا نرى إلا بعض الكيانات المحدودة تتبع القاعدة وتقوم بعمليات، نتيجة الاستهداف المستمر لقادة التنظيم الفاعلين، وهى نفسها الاستراتيجية التى اتبعت مع قادة تنظيم داعش».