بيت الشهيد الحديدي:بطولات بدأت بأسر عساف ياجوري.. و"عالية" تمسك الشعلة
ابنة الشهيد ياسر الحديدي
"أنا مسافر علشان أخلص بلدنا من الخونة والإرهابيين".. آخر كلمات نطق بها الشهيد ياسر الحديدي، قبل مغادرته لمنزله متجهًا لأداء واجبه في حفظ الأمن على أرض سيناء، والتي أفصحت عنها ابنته، اليوم، والتي كانت تترجاه أن يبقى معها ولا يرحل، ولكنها رغم ألم وصدمة استشهاده، وقفت أبية، اليوم، تتحداه، معلنة إكمال مسيرة والدها، والتصدي لغدر الإرهاب.
ياسر الحديدي، الذي لم يمض على استشهاده في حادث تفجير القول الأمني الذي كان على رأسه بشارع أسيوط في دائرة قسم ثالث العريش، سوى أربعة أشهر، حبست ابنته دموعها وأحزانها في حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط الشرطة، لتوصيهم بإكمال مسيرة الشهيد، الذي ضحى بروحه من أجل وطنه.
بطولة العميد ياسر الحديدي، المولود في كفر أبوذكري بالدقهلية عام 1967، ليس حدثًا مستجدًا على عائلة عرفت التضحية دفاعًا عن الوطن قبل أكثر من 4 عقود، فعلى نفس الأرض فقد عمه اللواء حمدي الحديدي، ساقيه في حرب أكتوبر، ولكنه ضرب مثلا رائعا في البطولة، عندما عاد هو وجنوده بالأسير الإسرائيلي عساف ياجوري.
واليوم، تعلن الابنه إكمال مسيرة أبيها وعمها في العمل الشرطي والعسكري، وتعلن من منصة أكاديمية الشرطة، ومع تخريج دفعة جديدة، رغبتها في التواجد بين صفوف الشرطة النسائية المصرية، وذلك بعد 32 عامًا من تخرج والدها منها، والذي طاف أرجاء مصر في سبيل الواجب، وخدم بالقاهرة والصعيد وجنوب سيناء، قبل أن ينال الشهادة.
"بابا لا يعوض واستشهد عشان يحمينا كلنا، وكل الشهداء كانوا بيدافعوا عشان يخلصونا من الإرهابيين".. كلمات "عالية" ابنة الشهيد الوحيدة، المؤثرة، حملت معنى الإصرار على وعد قطعته مع الشهيد الحي في قلبها، وتضحية وبطولة هي سلو عائلي، وشهادة تمناها العم، ونالها ابن الأخ، وتسير على دربهم "عليا ياسر الحديدي".