هل يحتاج المترو لـ"كشك فتوى" أم لإصلاح الأعطال والتطوير؟
لجنة الفتوى
بين العديد من الأكشاك بمحطة مترو "الشهداء"، التي يرتادها الملايين يوميا، لشراء الجرائد والمجلات، وكروت شحن الهواتف المحمولة، فضلا عن العصائر والحلوى، يوجد كشك "لجنة الفتوى"، التابع لمجمع البحوث الإسلامية.
كشك "لجنة الفتوى".. تأتي ضمن البروتوكول الموقع بين المجمع وشركة مترو الأنفاق، في خطوة جديدة لتلبية احتياجات أفراد الشعب وحاجاتهم للإجابة عن الأسئلة المرتبطة بواقع حياتهم، ومواجهة الفتاوى المضللة، كتجربة أولية داخل محطات مترو الأنفاق، وهو الأمر الذي أثار جدلا ضخما بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي واتخذوها مادة للسخرية، حيث يروا أن المترو مازال بحاجة للعديد من التطويرات لإصلاح الأعطال وتشغيل البوابات والتكييف بالصيف، فضلا عن تقليل الازدحام.
وهو الرأي الذي أيدته، الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، قائلة إن مترو الأنفاق ليس مكانا مناسبا للفتوى والدعوة على الإطلاق، حيث أن دوره قاصرا على النقل فقط، فضلا عن كون الركاب يكونوا على عجلة من أمرهم للحاق بزمن العمل، وإن حاجتهم فقط يمكن أن تقتصر على المأكولات والمشروبات في أوقات بسيطة فقط.
وأضافت خضر، لـ"الوطن"، أن يمكن استبدال ذلك الكشك بأن يقام في منطقة قريبة من محطات المترو بميادين مختلفة، مؤكدة أن الأهمية بالمحطات نشر التوعية بمراعاة النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
فيما يجد الدكتور عماد نبيل، خبير الطرق والنقل، أن "لجنة الفتوى" هي جزءا تابعا من الخدمات التكميلية لمترو الأنفاق بجانب خدمات التشغيل، من وجود داخلها مقرات للشرطة والشكاوى وبيع المنتجات والسلع والمشروعات، وهو أمرا منتشرا بجميع الدول الخليجية والأوروبية.
"كشك للفتوى".. هي تجربة أولى من نوعها بالعالم، بحسب نبيل، موضحا أنها نوع من أنواع خدمة المواطن داخل محطات المترو ولا علاقة لها بخدمات التشغيل التي تعني بإصلاح الأعطال وتشغيل البوابات والتكييف وما إلى ذلك.
ووافقه في الرأي، أحمد عبدالهادي، المتحدث الرسمي باسم شركة مترو الأنفاق، قائلا إن تلك اللجنة تابعة لفئة الخدمات التي يقدمها المترو، وهو أمرا مختلفا عن خدمات التشغيل التي يقوم عليها مترو الأنفاق، موضحا أن الهدف من إقامتها هي توفير الوقت والمجهود على المواطنين للحصول على فتواهم، فضلا عن أنها نوع من التكامل بين مؤسسات الدولة تحت شعار "في حب مصر"، على حد قوله.
وأشار إلى أن هيئة مترو الأنفاق والأزهر الشريف وقعوا اتفاقا وبروتوكول يتضمن تلك اللجنة، فضلا عن الخطبة التي يلقيها الواعظين عبر الإذاعة الداخلية للمترو بعد صلاة العصر ولمدة 5 دقائق يوميا منذ بداية شهر رمضان الكريم، مؤكدا أن "لجنة الفتوى" بمحطة مترو الشهداء لقت ترحيبا شديدا بين المواطنين الذين اعتبروها "عملا عظيما"، كما أنها استقبلت 142 فردا أمس وحصلوا على شهادات فتواهم مختومة من الأزهر الشريف.
وشدد أن رئيس هيئة مترو الأنفاق أصدر حزمة من القرارات من شأنها تطوير المحطات بأكملها بناء على الشكاوى المقدمة، من بينها تشغيل 850 بوابة إلكترونية بنظام الكارت الذكي وتذكرة الرحلة الواحدة بالخط الأول والثاني، حيث سبق تركيبها بمحطة سعد زغلول وجاري الآن بالشهداء، على أن يتم استكمالها جميعا في الأشهر الأولى من العام المقبل، بالإضافة إلى تركيب سلالم متحركة بـ5 محطات في الخط الثاني، وتشغيل 20 قطار مكيف حديث بالخط الأول.