«أمل» تتحدى عادات الصعيد بمحل عصير قصب: زبائنى كلهم ستات
«أمل» تعصر القصب فى محل والدها
هى الخامسة فى الترتيب بين شقيقاتها، وحان الآن دورها فى تحمل المسئولية، الشقيقات الأربع تعلمن وتخرجن وتزوجن ولم يعد إلا هى للقيام بنفس المهمة، شمرت «أمل» عن ذراعيها وتناولت بيديها عدة عيدان من القصب نظفتها ووضعتها فى عصّارة القصب لتلبى نداءات زبائنها الذين ينتظرون عصيرها المثلج على أحر من الجمر.
10 ساعات من العمل المتواصل تقضيها «أمل» فى محل والدها بمدينة فرشوط فى محافظة قنا، جهد بدنى شاق تتحمله مثلما تحملته شقيقاتها تباعاً من أجل استكمال رحلة الأب فى الإنفاق على الأسرة: «أنا خلصت تانية ثانوى أزهرى ومن بعد ما النتيجة طلعت بدأت رحلتى فى العمل فى المحل خلال الإجازة الصيفية زى ما إخواتى عملوا، خلال اليوم بقوم بأكتر من مهمة، بنضّف القصب من القش وبحطه فى المخزن، ده غير إنى بعصر القصب وأقدمه للزبائن وكل ده لوحدى».
أغلب زبائن المحل من السيدات ولذا أطلق عليه محل عصير قصب للسيدات، وجميعهن خاصة المترددات باستمرار عليه يعرفن قصة البنات الأربع اللاتى عملن فى المحل لمساعدة والدهن: «كل الستات اللى بيترددوا على مستشفى فرشوط المركزى بيعدوا علينا وبيشربوا عصير قصب عندنا».
العادات والتقاليد فى المجتمع الصعيدى التى تمنع المرأة من العمل فى أماكن فيها اختلاط لم تحرم «أمل» من مواصلة مسيرة أسرتها: «طالما البنت شغالة فى إطار العادات والتقاليد اللى متربية عليها يبقى مش من حق أى حد يعترض، بالعكس المفروض المجتمع يحترم أى بنت بتشتغل وتشقى».
ارتفاع الأسعار أكبر التحديات التى تواجهها «أمل» فى عملها: «والدى بقى يجيب القصب من المزارعين وتجار القصب بأسعار أضعاف أضعاف تمنه، وكوباية العصير الكبيرة وصلت لـ2 جنيه بعد ما كانت بجنيه».