«أم السعد» تمنح «توحة» نصف حياتها: «خلصانة بحب»
«أم السعد» و«توحة» داخل الغرفة الضيقة فى الدقهلية
فى حجرتها الصغيرة بمدينة بنى عبيد بالدقهلية، شعرت أنها ملكت الدنيا وما فيها.. سرير وثلاجة وكيس أدوية، عاشت قانعة بما قسم الله لها بعد ستة عقود مضت من عمرها، كانت ترى تلك الغرفة الضيقة، وكأنها منزل شاسع، ورغم ضيق الحال قررت أن تنتشل عجوزاً مثلها من الشارع لتعيش برفقتها فى غرفتها الصغيرة.
السيدتان تقتسمان الغرفة الصغيرة والمعاش الضئيل
«أم السعد حسن المتولى أبوالغيط»، 65 عاماً، دفعتها إنسانيتها إلى اقتسام قوتها مع فتحية محمد أحمد، وشهرتها «توحة»، 80 عاماً، انتشلتها من النوم فى الخلاء، لتعيشا معاً بدخل لا يتعدى 323 جنيهاً، قيمة معاشها الذى تتقاضاه شهرياً، احتضنتها فى حجرتها الضيقة لتحميها من برد الشتاء وحرارة الصيف، بعد علمها بمعاناتها فلم تعد قادرة على الخدمة فى المنازل، نظراً لتقدمها فى العمر، فاستسلمت للأمر الواقع، واتخذت من الشارع مسكناً لها، وتعيش على مساعدات أهل الخير. «أم السعد» قالت: «دى ست كبيرة فى السن، ولا يوجد أحد يرعاها، وأشعر بمعاناتها جيداً، فالمرض يأكل أجسادنا بعد الستين، لذلك قررت أن أعرض عليها أن تعيش معى»، فيما أكد محمد عبدالغنى شادى، من شباب المدينة، أنه اتفق مع مجموعة من الشباب للبدء فى استخراج أوراق رسمية لـ«توحة» من أجل الحصول على معاش لها، وطالب المسئولين بتكريم السيدتين.