محاولات احتواء أزمة «الأقصى»: اجتماعات بـ«الجامعة» و«التعاون الإسلامى».. ومبعوث «ترامب» يصل إلى إسرائيل
قوات الاحتلال الإسرائيلى تحاصر أحد المصلين بعد أدائه الصلاة أمام الأقصى
تواصل الحراك الدبلوماسى لاحتواء الأزمة المفتعلة من جانب إسرائيل والصدامات الدامية فى القدس بعد أن قرّرت سلطات الاحتلال بسط سيطرتها على الحرم القدسى، حيث أعلن مسئول أمريكى أن مبعوث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات، وصل أمس إلى إسرائيل، حيث سيسعى لتهدئة التوتر، فيما عقدت اجتماعات فى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى أمس، حول هذا التصعيد، ومن المرتقب أن يلتقى وزراء الخارجية العرب بعد غد (الخميس) فى القاهرة، للرد على الانتهاكات الإسرائيلية.
من جانبه، قال قاضى قضاة فلسطين مستشار الرئيس محمود عباس «أبومازن» للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية الدكتور محمود الهباش، لـ«الوطن»، إن «هناك حراكاً دبلوماسياً مكثفاً تتولاه القيادة الفلسطينية وجميع المؤسسات المعنية لمواجهة التصعيد الإسرائيلى»، مؤكداً أن التحركات بدأت على المستوى العربى والإسلامى والدولى، وبالتواصل مع إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مشيراً إلى أهمية الاجتماعات الوزارية لمنظمة التعاون الإسلامى والجامعة العربية فى هذا الصدد، وقرارات الرئاسة الفلسطينية بتجميد الاتصالات مع الجانب الإسرائيلى، وأن هناك تحركاً فى مجلس الأمن لوقف التصعيد وإلزام إسرائيل بالتراجع. وأكد مواصلة الحراك على المستوى الميدانى من خلال رفض الإجراءات الاقتصادية أو أى قيود لتغيير الوضع القائم. وحول وجود آلية للحفاظ على الوضع التاريخى للبلدة القديمة، قال: «تحركاتنا تستند إلى حقنا الدينى والتاريخى فى الوضع التاريخى والقانونى للقدس الشرقية، ونستند إلى قوة القانون الدولى وقرارات «اليونيسكو» الأخيرة والأمم المتحدة، باعتبارها أرضاً محتلة لا تدخل عليها أى تعديلات ديمغرافية أو جغرافية»، مشيراً إلى أن الرعاية الأردنية تتم بالتنسيق والقبول من الجانب الفلسطينى.
مستشار «أبومازن»: نتواصل مع العالم العربى والإسلامى وإدارة «ترامب» لمواجهة التصعيد.. و«التعاون الإسلامى»: «الأقصى» خط أحمر
وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، اجتماعاً مطولاً للمجلس الوزارى المصغر للشئون السياسية والأمنية «الكابينيت»، للتداول فى تصاعد التوتر الأمنى فى القدس والضفة الغربية، وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، إنه فى مركز مداولات الكابينيت تم دراسة التوتر فى العلاقات بين إسرائيل والأردن، على خلفية الممارسات الإسرائيلية فى الحرم. وتصاعد التوتر بين الدولتين، خلال اليومين الماضيين، فى أعقاب إقدام حارس فى السفارة الإسرائيلية على قتل مواطنين أردنيين. وذكرت تقارير إسرائيلية أمس أن إسرائيل ترفض السماح بأن تحقق أجهزة الأمن الأردنية مع الحارس وتدّعى أنه يتمتع بحصانة دبلوماسية. وأدى تصاعد التوتر هذا إلى تأجيل إخلاء الدبلوماسيين من السفارة. وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس أن حارساً أمنياً فى سفارتها فى عَمّان قتل أردنياً بالرصاص بعد أن حاول مهاجمته وآخر عن طريق الخطأ، حيث كان عاملاً أردنياً ينقل أثاثاً إلى شقة الحارس المقيم فى مبنى تابع للسفارة فى عمان، حاول طعنه بمفك فى ظهره إثر خلاف بينهما. وأوضح البيان أن الحارس رد بإطلاق النار، فقتل العامل وأصاب أردنياً آخر عن طريق الخطأ، هو مالك الشقة الذى كان فى المكان. وتوفى الأخير لاحقاً متأثراً بإصابته. وعقد صباح أمس اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامى، حيث أكّدت المنظمة رفضها جميع الإجراءات التى تفرضها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على المدينة المقدّسة والمسجد الأقصى، والتى تأتى فى إطار مخطّطاتها الاستعماريّة لتغيير الوضع القائم والتاريخى فى القدس وفى المسجد الأقصى المبارك، وستعقد الأمانة العامة للمنظمة اجتماعاً طارئاً على مستوى وزراء الخارجية فى إسطنبول فى الأول من أغسطس المقبل.
وأشادت لجنة المندوبين الدائمين فى بيانها الختامى بصمود سكّان القدس الشرقيّة المحتلّة وأبناء الشعب الفلسطينى على وقفتهم البطوليّة، دفاعاً عن المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ودعت جميع المنظمات الدوليّة، بما فيها الأمم المتحدة ومجلس الأمن واليونيسكو، إلى تحمّل مسئوليّاتها القانونيّة والأخلاقيّة ورفض جميع الممارسات والإجراءات الإسرائيليّة غير القانونيّة وإجبارها على التراجع عنها.
وأكّد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، فى كلمة ألقاها عنه السفير سمير بكر، الأمين العام المساعد لإدارة شئون فلسطين والقدس فى المنظمة، مركزيّة القضيّة الفلسطينيّة والقدس الشريف للأمة الإسلاميّة. وقال وكيل وزارة الخارجيّة الفلسطينية، الدكتور تيسير جرادات، إنّ القيادة الفلسطينيّة، وعلى رأسها الرئيس محمود عبّاس، تعتبر القدس والأقصى خطّاً أحمر، وإنها ماضية قُدماً فى الدفاع عن القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحيّة حتى تتراجع سلطات الاحتلال عن إجراءاتها الأخيرة التى تهدف منها إلى تغيير الوضع التاريخى القائم، كما دعا إلى تشكيل لجنة خاصة من المنظمة لمتابعة هذه الإجراءات ووضع تصوّر لتحرّك شامل أمام المنظمات الدوليّة ومنظمات حقوق الإنسان والدول الفاعلة فى المجتمع الدولى، لتلعب دوراً بالضغط على إسرائيل، بغية تراجعها عن كل ذلك.
وميدانياً، اندلعت مواجهات بين العشرات من الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلى قرب حاجز مستوطنة بيت إيل شمال رام الله. وقال شهود عيان إن غالبية الشبان المشاركين فى المواجهات من طلبة الجامعات، مشيرين إلى وقوع إصابة واحدة حتى الآن بالرصاص المطاطى ويجرى التعامل معها ميدانياً، وأضافوا أن المواجهات جاءت بعد تأبين الشهيد محمد غنام تأبيناً رمزياً، حيث كان قد استشهد فى القدس دفاعاً عن المسجد الأقصى، وأغلب المشاركين فى المواجهات من زملائه من جامعة بير زيت. وذكرت مصادر محلية أن «دخول الطلاب على خط المواجهات له أهمية كبيرة وهى ليست حركة عفوية، وأن الحراك الطلابى بدأ فى التصاعد»، متوقعة أن ينضم طلاب جامعات أخرى إلى المواجهات فى أكثر من نقطة من نقاط التماس. وأصيب إسرائيلى من أصول عربية بجروح متوسطة فى عملية طعن وقعت فى منطقة بيتح تكفا، بالقرب من تل أبيب أمس.