أهالي طلاب المدارس الخاصة: المصاريف زادت بالآلاف.. واحنا نشرب من البحر
صورة أرشيفية
حق مشروع تحول إلى "فضيلة" لا يتحملها القادرون يومًا على مجاراتها بوقوعهم في غياهب مواجهة واقع فرضه أصحاب "المدارس الخاصة" بزيادة في المصروفات لم تكن في الحسبان، لتقفز نحو 40% و50% وحتى 100% في بعض الأماكن الأخرى وخصوصا مصاريف الأتوبيسات الخاصة بنقل التلاميذ، معاناة ولدت من رحم حلم الأهالي في إلحاق أبناهم بمدارس من شأنها أن تعلي من مستواهم لضمان مستقبل أفضل، لكنها أصبحت تخفض من مستوى المعيشة.
المصاريف الدراسية.. "إحنا شعب وهي شعب"
ككل عامٍ دراسي جديد، يُطالع محمد صلاح ولي أمر، الأخبار الخاصة بزيادة المصروفات في المدارس الخاصة ومراجعة المدرسة الملتحق بها ابنه، ليقرأ بأن وزارة التربية والتعليم أقرت زيادة في مصروفات تلك المدارس بنحو 11% للمدارس التي مصروفاتها أقل من ألفي جنيه، وزيادة 8% للمدارس التي مصروفاتها من ألفين إلى 3 آلاف جنيه، وزيادة 6% للمدارس التي يُدفع فيها من 3 آلاف إلى 7 آلاف جنيه، وزيادة أخيرة 5% للمدارس التي تبدأ مصروفاتها من 7 آلاف جنيه فيما فوق.
بدأ "صلاح" في حساب الزيادة المقررة، ليُفاجأ عند ذهابه إلى مدرسة "الفاروق" بمنطقة الحجاز الملتحق بها ابنه أنه مطلوب منه دفع قسط أول للمصروفات بلغ نحو 6 آلاف جنيه، وأخبره القائمون على إدارة المدرسة الخاصة بأن القسط الثاني لم يتم تحديده بعد.
يقول "صلاح"، إنه حتى العام الدراسي 2014 ـ 2015 كانت مصروفات المدرسة التي يدفعها لنجله تبلغ نحو 4 آلاف و550 جنيها، ووصلت العام الماضي نحو 7081 جنيه بزيادة نحو 50%، وعلم أن المصاريف المقررة على المستجدين وصلت نحو 9 آلاف و500 جنيه، ما يعني زيادتها بمعدل 100% عن العامين الماضيين.
تلك الزيادة منعت الأب من التقديم لابنته الصغيرة في نفس المدرسة الملحق بها أخيها، لعدم استطاعته تحمل تلك المصاريف للنجلين، على حد تعبيره، كما أنه لا يستطيع أن يُخرج ابنه منها خوفًا من تعرضه لانهيار عصبي لفراق أصدقائه والمدرسة التي اعتاد عليها وطريقة التعليم المألوفة بالنسبة له، ونقله في مناخ جديد أو أقل، ما ينعكس على أدائه الدراسي بالسلب.
3 أولاد لـ"محمد عبدالحميد" ملتحقين بمدارس "رجاك" على طريق مصر إسماعيلية الصحراوي، وتفاجأ بزيادة المصاريف من 11 ألفا لتصبح 14 ألفا هذا العام، في حين كانت المصروفات على مدار الثلاث سنوات الماضية قيمتها 9 آلاف جنيها، والدفع يكون في 15 مايو والتأخير نتيجته غرامة أسبوعية بنسبة 1%.
ولية أمر ثالثة طلبت عدم ذكر اسمها، خوفا من تعرض أبنائها لمضايقات في مدرستهم، تفاجئت هذا العام بوصول مصروفات مدرسة "المختار" بوادي حوف، إلى 8 آلاف و500 جنيها دون "اليونيفورم" بعد أن كانت العام الماضي 6 آلاف و500 جنيها فقط دون الكتب و"البوكلت" والزي، وبعد شهر علمت بزيادة المصروفات لتصبح نحو 10090 جنيه دون أي ميزات.
توجهت الأم بصحبة أولياء أمور آخرين للمدرسة يطلبون عقد اجتماع مع الإدارة وقوبل بالرفض، فتوجهوا بشكوى إلى الوزارة وتم وعدهم بإرسال لجنة لمتابعة المدرسة وهو ما لم يحدث حتى الآن، بل علموا أن مندوبين من المدرسة توجهوا للوزارة بأوراق تثبت أحقيتهم في الزيادة.
"ديتول، مناديل" أشياء خارج المصروفات تُطلب من أبناء "م. أحمد" في مدرستهم المصرية للغات فرع التجمع الخامس، مطالبة بدفع 25 ألف جنيه لابن لها في مرحلة رياض الأطفال "KG2"، بعد أن كانت تدفع العام الماضي 17 ألف جنيها، والآخر في الصف الثالث الابتدائي طلبوا منها دفع 18 ألف جنيها بعد أن كانت العام الماضي 13 ألفا و500 جنيها.
30% نسبة زيادة المصروفات التي تفاجئت بها إيمان عبدالحفيظ في مدرسة "الرائد للغات" الأسبوع الماضي، لتزيد من 7 آلاف و500 جنيه لتصبح نحو 10 آلاف جنيها، وهذا ما تدفعه للواحد من ابنيها في المرحلة الابتدائية.
أتوبيس المدرسة.. "اركب رجلك أرخص"
بعد تحريك أسعار الوقود، أقر مجلس الوزراء زيادة في أسعار أتوبيسات المدارس بحيث لا تزيد عن 10%، تلك النسبة التي يدفع أولياء الأمور أضعافها وتشهد زيادة جديدة، فولي الأمر محمد صلاح، يدفع 4 آلاف و500 جنيه في "الباص" بعد أن كان العام الماضي يدفع نحو 3 آلاف و500 جنيه، ما يعني زيادة تقدر بنسبة 40%، فيما يدفع محمد عبدالحميد، لأبناءه 6 آلاف جنيه، بعد أن كان يدفع 4 آلاف و500 جنيه ما يعني زيادة 120% تقريبا، وتفاديا لذلك امتنعت "م" عن الاشتراك لأبناءها فيه "بيقولولي 5 آلاف و500 جنيه وتحت التسوية كمان".
الشكاوى.. "الوضع مختلفش في أي حاجة"
العديد من الشكاوى "مركونة" في أدراج التربية والتعليم، تشير "م." أحمد إلى تقدمها بشكوى ضد مدرس أبنائها بالوزارة، وقدمت بلاغا في النيابة الإدارية بالتجمع في القاهرة الجديدة رقم 118 لسنة 2017، بالإضافة إلى 3 شكاوى للرقابة الإدارية، دون جدوى حتى الآن.
ونتيجة زيادة الشكاوى التي لا يتم النظر فيها، قرر محمد صلاح تدشين جمعية تحمل اسم "أولياء أمور ومُدرسي مدارس مصر" ومُشهرة برقم 9980 لعام 2015، بهدف التواصل مع الوزارة وإدارة التعليم الخاص لتوصيل صوت أولياء الأمور.
ارتفاع المصروفات الدراسية دفعت "محمد عبدالحميد" لتحويل أبنائه من المدرسة، ليفاجأ باشتراط الإدارة التعليمية أن يحضر طلب تحويل من المدرسة لإعطاءه بيان نجاح ابنه أو أي أوراق رسمية تخصه للتقديم في مدرسة أخرى "بالتالي المدارس بتتعنت وتماطل وترخم"، قدم ولي الأمر أكثر من شكوى بتوقيع ما لايقل عن 100 ولي أمر "وشكلنا لجنة راحت المدرسة ومحصلش حاجة".
في الوقت نفسه تصطدم "إيمان" بجملة "السوق عرض وطلب" عند التقدم بشكوى للإدارة المسؤولة عن المدارس الخاصة في وزارة التربية والتعليم "وكأنهم بيقولولنا اشربوا من البحر".