"روشتة" نفسية لمنع انهيار التلاميذ عند نقلهم من المدارس الخاصة
صورة أرشيفية
الانهيار العصبي "البُعبُع" الذي يواجه أولياء الأمور عند شروعهم في إخبار أطفالهم بنقلهم من مدرستهم الخاصة لأخرى حكومية، لعدم مقدرتهم على دفع مصاريفها التي تزيد دون رقابة، ويكون رد فعل الصغار هو البكاء والصريخ والغضب خوفًا من مفارقة زملائهم، ما يشكل ضغطًا وعبئًا على الأهالي فيضطر أغلبهم إلى الاستسلام خوفًا من التسبب في أزمة نفسية لأبنائهم وبالتالي يقل مستواهم الدراسي، والبعض الآخر يترك الطفل الأول ويُلحق الأصغر بمدرسة أخرى قبل التعلق بتلك.
تقدّم الدكتورة هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب بجامعة عين شمس وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسي، "روشتة" للأهالي للتعامل مع أبنائهم في تلك الحالة، موضحة أن نقل الطفل من مدرسته يصنف ضمن الضغوطات شديدة القوة والحدة على الأطفال، لذلك يجب التعامل مع الأمر بإهتمام وحذر شديدين، مشيرة إلى أنه "على الوالدين تأهيل الطفل وتحفيزه في بادئ الأمر بالحديث معه بشكل واضح ومباشر وصريح".
"إبراز مميزات قرار النقل، هو الطريقة التي يجب أن يبدأ بها الوالدين حديثهم مع الطفل لإخباره بضرورة النقل"، حسب عيسوي، موضحة أن الوالدين عليهم قول "مثلا بأن المدرسة أقرب، ممارسة المزيد من الرياضة"، إضافة إلى التأكيد أنه في حالة استمرار الالتحاق بالمدرسة الحالية يفقده عددًا من أساسيات المعيشة بالنسبة له كـ"الاستغناء عن المصيف أو الرحلات أو الملابس والألعاب الباهظة".
وقالت هبة، لـ"الوطن": يُمكن أن يواجه الأمر رفضا شديدا لدى الطفل فور معرفته، لذا يجب إحتوائه، مشيرة إلى أنه في حالة حديث الطفل عن ارتباطه بأصدقائه على الوالدين أيضا تحفيز الطفل بمميزات المدرسة الجديدة وإمكانية كسبه لأصدقاء جدد.
وتابعت أنه يجب على الآباء والأمهات عند اتخاذ ذلك القرار نقله الأطفال دون ترك أحدهم مراعاة لمشاعر الأبناء، مؤكدة أهمية اصطحاب الطفل في زيارة المدارس المقترحة قبل النقل الفعلي لأحداهم لإطلاعه على الجو العام بها.
"إنترفيو المدرسة"، أمر بالغ الأهمية، في رأي أستاذ الطب النفسي، موضحة أنه يجب مراعاة حساسيتها لدى الأطفال، لذلك على الأم والأب تشجيع أبنائهم قبل وبعد المقابلة بالكلمات التحفيزية لرفع ثقته بنفسه.