مشاورات القاهرة وموسكو لـ"نزع الدمار الشامل".. وخبراء: مطلب مصري قديم
السفير هشام بدر وميخائيل أوليانوف
عقدت مشاورات سياسية رفيعة المستوى في القاهرة، أمس، بين الجانبين المصري والروسي، حول نزع السلاح وإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
وترأس الجانب المصري السفير هشام بدر، مساعد وزير الخارجية للشؤون الدولية متعددة الأطراف، وترأس الجانب الروسي ميخائيل أوليانوف مدير إدارة نزع السلاح والحد من التسلح بوزارة الخارجية الروسية، حيث ناقش الجانبان عدداً من الموضوعات جاء على رأسها إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، ودفع تلك الجهود قدماً من خلال اللجان التحضيرية لمؤتمر مراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية المنتظر عقده عام 2020.
أخذت المشاورات بين الطرفين اعتبار الأهمية التي توليها مصر لإخلاء الشرق الأوسط من تلك الأسلحة باعتبارها مسألة ذات أهمية خاصة والتي من شأنها أن تصب في صالح تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي، لأن روسيا الاتحادية إحدى الدول الثلاث المودع لديها معاهدة منع الانتشار النووي والراعية للقرار الصادر في هذا الشأن عن مؤتمر مراجعة المعاهدة لعام 1995 وبناء عليه تيسر اعتماد المد اللانهائي للمعاهدة.
من جانبه، يقول السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن المشاورات السياسية التي تمت بين الجانبين هو مطلب مصري قديم والذي نادت به مصر في عام 1966 وتم التوقيع عليه من جانب مصر وعدد من الدول العربية في عام 1968 والذي يقضي بأن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشمال، ووقَّع عليه عدد من الدول العربية حتى إيران بينما رفضت إسرائيل التوقيع عليه حتى الآن.
وأضاف حسن، في تصريح لـ"الوطن"، أنه وبعد رفض إسرائيل التوقيع على هذا الاتفاق رفضت مصر التوقيع على اتفاقية انتشار أسلحة البيولوجية والكيميائية حتى توقع إسرائيل على الاتفاقية النووية، موضحا أن اختيار مصر لروسيا كدعم لإنشاء منطقة شرق أوسط خالية من الأسلحة النووية يأتي بسبب تفهم الجانب الروسي أكثر من الجانب الأمريكي لذلك الأمر، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى عدم توقيع إسرائيل على تلك الاتفاقية نوعا من الضمان والسلامة لإسرائيل.
وأكد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن الموقف الروسي كثيرا ما يؤيد تلك الاتفاقيات إلا أن الدولة الأساسية التي تملك التصرف مع إسرائيل هي الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تتشارك روسيا مع إسرائيل في المواطنين في إسرائيل، حيث يمثل ما يقرب من 15% من سكان إسرائيل في الأصل قادمين من الاتحاد الروسي وعدد من الدول المجاورة لروسيا وهو الذي يوفر تعاونا كبيرا بين روسيا وإسرائيل والجانب الروسي، مختتما: "الجانب الروسي بيأيد مصر بس مصر عليها الباقي، وأمام المجتمع الدولي روسيا ستقف بجانب مصر".