«القائد إبراهيم».. مسجد المصلين و«ساحة» للمتظاهرين
![«القائد إبراهيم».. مسجد المصلين و«ساحة» للمتظاهرين](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/20248_660_653396_opt.jpg)
نسمات الهواء العليل تأتيك رويداً رويداً من سطح البحر الذى يبتعد قليلاً عن ساحة المسجد، صوت الإمام يعلو فى الميكروفون «سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة» يلتزم المصلون أماكنهم، ويقفون فى خشوع تعودوه فى تلك الليلة، ليلة القدر، أو بالأحرى ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان الكريم.. روحانية لا يضاهيها روحانية من قبل، هنا يتجلى الخالق سبحانه وتعالى ليلبى دعوة المصلين، هنا تحفهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده ويباهى بهم ملائكته، يصطفون صفوفاً منظمة فى اتجاه القبلة تعلوهم مئذنة زينها الصالحون لتضىء طوال الشهر الكريم.. يمتلئ المسجد عن آخره، تكتمل الصفوف باتساع الشارع الملاصق لمسجد القائد إبراهيم أشهر المساجد فى محافظة الإسكندرية، ورغم أنه حديث البناء؛ إذ تم إنشاؤه عام 1948 فى «محطة الرمل» تزامناً مع الذكرى المئوية لوفاة القائد إبراهيم باشا بن محمد على باشا والى مصر السابق ومؤسس العسكرية المصرية الحديثة، لتصبح جدران المسجد بعدها شاهداً على كثير من الأحداث التى وقعت مؤخراً فى محافظة الإسكندرية، وكما يصطف المصلون فى صلاة التراويح يصطف المتظاهرون لإعلان مطالبهم.. فى التراويح تجلى القلوب وتنكشف الغمة، وفى التظاهرات تعلو الأصوات وتزداد الهتافات، لكن الفارق فى مَن يلبى الدعاء، فيكفى أن تقف بين يدى الله وتدعوه فيستجيب «وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداعى إذا دعان» صدق الله العظيم.