صناعة الأحذية: «مهنة على كف عفريت»
صناعة الأحذية: «مهنة على كف عفريت»
تواجه صناعة الأحذية فى مصر حملة شرسة تتصاعد وتيرتها من جميع الاتجاهات، وكأن كل الظروف تكالبت عليها فى نفس الوقت، وهو الأمر الذى ينذر بغموض مستقبل الآلاف من العاملين فى هذه الصناعة العريقة التى كانت فى يوم من الأيام ذات صيت عالمى.. الجميع يعانى سواء العاملون أو أصحاب الورش الصغيرة أو حتى أصحاب المصانع والمدابغ، الكل ينتظر فى صمت المصير المجهول الذى ينتظر هذه الصناعة قبل تشييعها إلى مثواها الأخير إذا لم تتدخل الحكومة من أجل إعادة الأمور إلى نصابها مرة أخرى.. فالبعض ترك المهنة نتيجة الأعباء المادية، وأُجبر آخرون من «الصنايعية» على الرحيل، والبعض وجد الحل فى تغيير الخامات، ولكن الجميع جمعهم المصير المحتوم.
5 أسباب رئيسية تعصف بالصناعة المحلية.. والأوضاع تسير من سيئ إلى الأسوأ
فأصحاب الورش والمصانع يواجهون مصيراً مجهولاً وأصبحت الصناعة «على كف عفريت» بسبب مجموعة من الأسباب اجتمعت فى وقت واحد لتوجه «جرس إنذار» قوياً إلى الحكومة وكل القائمين على ملف الصناعة فى مصر، قبل أن يعض الجميع أصابع الندم ونعتمد بشكل كلى على احتياجاتنا من الأحذية على الاستيراد من الخارج، وهو الأمر الذى يضرب الصناعة الوطنية فى مقتل.. أصحاب الورش والمصانع أجمعوا على أن هناك 5 أسباب جوهرية ساعدت على تعميق أزمة صناعة الأحذية فى مصر، تتمثل فى غياب الصنايعية والأيدى العاملة بشكل ملحوظ، واكتفاء الورش بأصحابها فقط، وانصراف الصبية والشباب عن تعلم المهنة، وتصدير الجلد الطبيعى فى مراحله الأولية بدلاً من الاستفادة منه فى السوق المحلية، بخلاف المشاكل المادية التى يُعانى منها العاملون فى هذه الصناعة بسبب الركود وارتفاع أسعار مستلزمات الصناعة بشكل كبير، فى حين اتفق أصحاب مدابغ الجلود ومحلات بيع مستلزمات صناعة الأحذية على أن البقاء فى هذه المهنة أصبح للأقوى مادياً.