حكمدار وشاويش وبلطجي.. كيف تأثرت الألقاب المصرية بالثقافة التركية؟
د.محمد عفيفي أستاذ التاريخ
سيطرة مُحكمة من جانب الثقافة التركية، على الألقاب والمسميات الحكومية وحتى الشعبية في مصر، فلم تكد تنطلق حركة التنقلات في وزارة الداخلية قبل أيام حتى بدا لقب "حكمدار" لافتا للبعض، من بين كل ألقاب الداخلية يظل ذلك اللقب هو الأقدم حيث يواصل استمراره منذ العهد العثماني وحتى الآن.
لقب "طويل العمر"، كان يستخدم بمعنى "حاكم السنجق" ويحظى صاحبه بلقب "بك" حيث يتبع الباشا والي الولاية، استمرت بصحبته مجموعة أخرى من الألقاب بداية من "الديوان" الذي يعني معاوني الحاكم، مرورا بالعسكر أي الطبقة الحاكمة، وانتهاءً بالشاويش أي الشخص المكلف بتنفيذ أحكام القضاء التي يصدرها القاضي.
ألقاب عثمانية تواصل عملها كـ "وزير" لكن يبدو أن الحكومة ليست الوحيدة التي تستعير كلماتها من العهد العثماني، هذا ما يؤكده الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، والذي أكد أن استمرار الألقاب التركية في ثقافتنا الحديثة حتى مع تغير المهام الموكلة لأصحابها ظاهرة تستحق الدراسة.
"كلمة (جي) في التركية تعني صاحب، وفي لغتنا الدارجة تجدنا نقول مكوجي، وقهوجي، وعربجي، وغيرها من الكلمات، التي تحمل تلك الكلمة التركية في نهايتها" ظاهرة تبدو متوغلة في الثقافة الشعبية، يقول "عفيفي".
"الألقاب والمهن لا تتغير بسهولة لذلك نجد أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في بداية عهده كان يلقب بالبكباشي، وهو لفظ يشير إلى رتبة تركية أصلا اسمها الممباشي يعني قائد الألف جندي، كذلك كان هناك الأومباشي أي قائدة العشرة" مصطلحات لم تسيطر على المصريين وحدهم بحسب أستاذ التاريخ، حيث تواصل انتشارها في بلاد الشام والعراق.
"الكثيرون لا يعلمون أن كلمة بلطجي التي نستخدمها لوصف المجرمين ليست سوى وظيفة في الجيش العثماني، كانت تشير إلى الصفوف الأولى التي تمهد الطريق للجيش وتساعده على التقدم ومعناها حامل البلطة"، حسب ما أوضحه الخبير التاريخي.