دراما رمضان على خُطى «مهند» و«العشق الممنوع»
المبالغة الفجة فى الأحداث والأداء والديكور، هى إحدى سمات الدراما التركية، التى حظيت بنسبة مشاهدة عالية مؤخراً، وسرعان ما انتقلت إلى الدراما المصرية هذا العام فى مسلسلات رمضان، بما فيها من تركيز على علاقات اجتماعية، تبدو غير مألوفة على المجتمع المصرى. مسلسل «مزاج الخير»، الذى يعرض حالياً على شاشات الفضائيات، أحد المسلسلات التى شعر البعض أنها تحاول محاكاة الدراما التركية، من خلال أحداثه، التى تضم علاقة حب تجمع بين مصطفى شعبان وزوجة خاله، بما يتشابه إلى حد كبير مع أحداث المسلسل التركى الشهير «العشق الممنوع»، الذى حاز إعجاب كثير من المصريين، الأمر الذى تكرر فى مسلسل «حكاية حياة»، الذى يعكس بين طياته قدرا كبيرا من العلاقات المضطربة وغير الشرعية، بخلاف مسلسل «موجة حارة»، الذى يتناول علاقات شاذة تبتعد كليةً عن الواقع الذى نحياه. الدكتور عبدالرؤوف الضبع، أستاذ علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادى، يرى فى تلك المحاكاة خطورة جسيمة على المجتمع بأكمله، موضحاً أن القيم المجتمعية لا يتم تبادلها بهذا الشكل، وإلا ساهمت فى خلق قدر من الأمراض الاجتماعية السرطانية، خاصة عند محاولة نقل الواقع التركى، بعاداته وتقاليده، إلى المجتمع المصرى. أضاف أن كتّاب الدراما المصرية والمنتجين لجأوا إلى التركيز على مفاهيم السوق، من خلال البحث عن ما يلفت انتباه الناس ويجذبهم، ووجدوه مجسداً فى الدراما التركية بشكل كبير، من خلال المبالغة فى الديكور، وفى أداء الشخصيات، وفى تجسيد علاقات مشوهة، لبيع مسلسلاتهم، الأمر الذى يشكل خطورة على المجتمع بأسره، ويجعل قناعات الشباب مهزوزة. نفى التأثر بالدراما التركية فى كتابته التليفزيونية هو ما رد به أيمن سلامة لـ«الوطن»، مشيراً إلى أن مسلسل «حكاية حياة» لم يخرج إلى النور إلا بعد استشارة مؤسسة الأزهر، بالإضافة إلى بعض الشيوخ، ورفض «سلامة» التعجل فى إصدار الأحكام على المسلسل لأنه يعتمد على عنصر المفاجأة فى أحداثه.
وانتقد «سلامة» فكرة وضع الدراما المصرية فى مقارنة مع الدراما التركية التى تفتقد لمعنى الحبكة الدرامية لدرجة تصيب المشاهد بالملل بسبب طول حلقاتها الذى يتعدى المئات، قائلا: «المصريون هم الصناع الأوائل للفن والدراما».