بين نفي المسؤولين وتأكيد الأحداث.. محاولات دخول داعش للساحة اللبنانية
صورة أرشيفية
أعلن نائب رئيس بلدية رأس بعلبك وليم نصير، أن الجيش اللبناني استهدف مساء الخميس، بالمدفعية الثقيلة مواقع تنظيم داعش الإرهابي في جرود رأس بعلبك تزامنا مع زيارة اللواء عباس إبراهيم، مدير عام الأمن العام اللبناني لبلدية القاع.
وحسب تقارير صحفية لبنانية في السنوات الماضية فلا وجود لتنظيم "داعش" بشكل منظم، بحسب مصادر أمنية، وإنما توجد أعداد ضئيلة في شمال البلاد خاصة في عكّار وطرابلس، وتعلن ولاءها فكرياً للتنظيم ولكن لا تعلن ذلك صراحة.
ويتواجد تنظيم "داعش" بشكل منظّم تحديداً في جرود "قارة" و"جرجير" وجرود "جبة" وهي مناطق سورية قرب الحدود اللبنانية التي تعتبر منطقة عسكرية للتنظيم ويقدّر عدد عناصر الأخير فيها بحوالي 700 عنصر.
وبالنسبة لعمليات "داعش" داخل الأراضي اللبنانية فهي تعتمد فقط على دخول بعض عناصره إلى منطقة عرسال الحدودية مع سوريا شرقي لبنان لتأمين الغذاء، وفي بعض الأحيان تحدث في هذه المنطقة عمليات اشتباك بينها وبين الجيش اللبناني عند رصد الأخير عمليات تسلل لعناصر التنظيم.
فيما أكد مصدر أمني رفيع في مخابرات الجيش اللبناني من ضمن الفريق المخصص لضرب الحركات الإرهابية لموقع "صيدا" اللبناني أنه لا تنظيم لداعش في لبنان وإنما "فكر معين" لم يصل بعد إلى مرحلة العمل التنظيمي، و"هناك أشخاص لديهم الفكر التكفيري المنتمي إلى "داعش" ولكن لا تقارير أمنية تؤكد أي انتماء لـ"داعش" وإنما انتماءات لتنظيم القاعدة.
أما الحراك العسكري الأخير في عرسال وجوارها فلم يكن إلا مقدمة بالنسبة إلى كثيرين عن استنفار أمني للجيش لتمشيط المنطقة بعد معلومات أفادت بوجود أشخاص ينتمون إلى تنظيمي داعش والقاعدة، ويرفض المصدر هذا الربط مشيراً إلى لائحة مطولة بأسماء إرهابيين ينتمون إلى تنظميات أخرى ليسوا أقل خطورة من "داعش" يتم البحث عنهم وقد جرى توقيف عدد منهم، "عدم وجود داعش لا يعني أنه لا تنظيمات تكفيرية بل تم إلقاء القبض على عدد كبير من الإرهابيين، الذين ينضوون تحت لواءات أخرى".
وبعد تصريحات المصدر الأمني وتحديدا في عام 2014 اتخذ تنظيم "داعش" قرار التفجير في لبنان، وكل المؤشرات الأمنية دلت حينها على أن التنظيم قرر افتتاح عهد التفجيرات الانتحارية في بلاد الأرز، فلبنان جزء من خارطة "داعش"، لكن أهميته الأكبر تتأتى من كونه معقل حزب الله، والذي يعتبر التنظيم ضربه يضاعف من شعبيته على أرض الشام ويزيد من حظوتها لدى بقية تنظيمات الجهاد العالمي الناشطة في مختلف ساحات القتال.
فيما نشر موقع "ديبكا تك" الإسرائيلي تقريرا أوضح فيه أن قادة "داعش" يرون في لبنان فريسة، لا سيما وأنه يعاني من صراعات مزمنة بين الجماعات السنية وحزب الله الشيعي والمسيحي، بحسب الموقع الإسرائيلي.
كما ذكرت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية في تقرير نشرته في 26 مارس 2017 بالاستناد إلى معلومات استخباراتية، حول وجود خطط جديدة لدى تنظيم "داعش" تهدف لإقامة دولة له في لبنان وبالتحديد في المحافظات (السنية).
والغريب في الأمر أن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية السابق مروان شربل، أقر في حديث تليفزيوني، بوجود "داعش" في لبنان كأفراد، لكنه أشار إلى أن الخطورة تكمن في تشكيل تنظيم.
وأشار شربل إلى أن توحيد إمرة القوات المسلحة بيد الجيش اللبناني في طرابلس ضروري، معتبراً أنه كان على مجلس النواب الاجتماع من أجل معالجة الأوضاع في عاصمة الشمال، لافتاً إلى أن الوضع بعد الانفجارين ليس كما قبله لأن بات هناك تداخلات إقليمية.
وفي أكتوبر 2016 أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام إيرانية، الثلاثاء، قيام عناصر من تنظيم "داعش" بإجراء تدريبات عسكرية في لبنان.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أن الصور تعود أثناء عمليات تدريب نظمها التنظيم لعناصره.
وقالت وكالة "نادي المراسلين" التابعة لهيئة الإذاعة والتليفزيون الإيراني، إن "عناصر من تنظيم داعش يقومون بالتدريب على أساليب عمليات القنص وإطلاق النار على قوات الأمن اللبنانية"، ولم يتم التأكد من صحة هذه الصور.
وتشير المعطيات إلى أن "تورط حزب الله في سوريا وقتاله إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد ضد المعارضة، قد يدفع تنظيم داعش المتشدد إلى فتح جبهة داخل معاقل الحزب".