بروفايل: «السمان».. «أيقونة» حوار الأديان يرحل
صورة تعبيرية
ثمانية وثمانون عاماً قضاها فى خدمة الوطن، ما بين مستشار إعلامى للرئيس الأسبق أنور السادات، ومدير مكتب رئيس الوزراء لمشاريع البنية التحتية لأوروبا الغربية، ونائب لرئيس اللجنة الدائمة للأزهر الشريف لحوار الأديان السماوية، ومستشار للإمام الأكبر شيخ الأزهر لحوار الأديان، ورئيس للجنة حوار الأديان بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر، حتى واراه الثرى مساء الخميس الماضى بعد رحلة علاج طويلة بفرنسا، تاركاً وراءه تاريخاً مشرفاً من الإنجازات.
د. على السمان رائد مجال حوار الأديان، المولود عام 1929 بالقاهرة، الذى تربى فى أحضان جدته بعد وفاة والديه ولم يكد يبلغ الرابعة من عمره، تلقى تعليمه بالمدرسة القبطية، والتحق بجامعة الإسكندرية فى نهاية الأربعينات لدراسة الحقوق، وفى أثناء ذلك اكتشف فى نفسه ميلاً لجماعة الإخوان، فانضم إليها، لكنه سرعان ما استقال منها فى أعقاب اغتيال أعضاء من الجماعة للمستشار أحمد الخازندار، إذ ظهر له أن الجماعة تسير فى خطين: الأول هو الدعوة، والثانى هو الاغتيالات والقتل، غير أنه لم يترك العمل الوطنى، فشكّل مع زملاء له كتيبة «أحمد عرابى» لإرسال الفدائيين لمنطقة القناة للقتال ضدهم، وبمجرد قيام ثورة 1952، سارع بتأييدها، وفى مرحلة لاحقة من حياته دعا للعلمانية باعتبارها الحل الأنسب لإصلاح المجتمعات ووسيلة الحوار بين الأديان، وانتقد الطائفية بين الأقباط والمسلمين والتى أرجع أسبابها للجهل المنتشر فى المجتمع.
عاش «السمان» فترة طويلة من حياته بفرنسا، فحصل خلالها على دبلومة فى الدراسات العليا فى القانون الدولى العام والعلوم السياسية بجامعة جرونوبل، وأخرى عن الدراسات العليا فى العلوم السياسية من نفس الجامعة، كما حصل على الدكتوراه من جامعة باريس، شغل منصب مندوب وكالة أنباء الشرق الأوسط بفرنسا، ومدير للإذاعة والتليفزيون المصرى لأوروبا الغربية، ومستشار لمؤسسات رائدة فى مجال الحوار بين الأديان، ورئيس الاتحاد الدولى لحوار الثقافات والأديان وتعليم السلام (أديك)، وشغل منصب الأمين العام للجمعية المصرية الأوروبية للإعلام الاقتصادى، ورئيس مجلس إدارة نوكيا سيمنس للشبكات بمصر.