«موسم اللحمة» على الأبواب: مصلحة الجزارين.. ومعاناة الجيران
انتشار شوادر المواشى فى شوارع المحافظات استعداداً لعيد الأضحى
«موسم اللحمة» هو عيد الأضحى الذى بات على الأبواب، وتبدأ قبله رحلة البحث عن «الأضحية»، زبائن وجزارون ومربو «مواشى»، إلا أن ثمة طرفاً آخر يطاله الأذى هم السكان الذين يدفعهم حظهم السيئ لتحاصرهم «زرائب» يتفاجأون بها حول بيوتهم، وروائح كريهة تزكم أنوفهم، يدخلون فى دوامة من المعاناة تمتد من الرائحة المنفرة والصورة السيئة وأصوات الخراف وصولاً إلى بقايا ما بعد الذبح التى تستمر لأيام.
«هو موسم، وده أهم وقت فى شغلهم كله» يعترف مصطفى عبدالله، أحد القاطنين فوق محل جزارة فى السيدة عائشة، مشيراً إلى أن معاناته مع الخراف تبدأ من دخوله المنزل وخروجه: «على الباب خرفان نايمة فى دخلتنا وخرجتنا، ولما بكلم الجزار يقول لى معلش ويهشّهم وشوية ويرجعوا تانى» يحكى الرجل الأربعينى، معتبراً أن الفترة التى تسبق عيد الأضحى الأسوأ بالنسبة لأسرته: «عندى عيل 5 سنين عشان يدخل ويخرج بيجيله رعب، غير بقى فكرة الريحة اللى بتبقى فى المكان لأن الخرفان نايمة ليل نهار فى نفس المكان»، يشير الرجل بيده إلى أوعية من الخشب وضعت على الأرض وبداخلها العلف الخاص بالخراف، ويضيف: «لو اشتكينا هيتقال لنا معلش».
سكان يشتكون من محاصرة «الزرائب» منازلهم
العروض تبدأ والدعاية من قِبل الجزارين تنطلق، وعمليات الذبح على أعتاب المحلات وعملية التنظيف تتم فى إطار ضيق، فهو لا يشمل تنظيف الشارع إنما المحل فحسب، وتلقى الدماء على أرضية الشارع ويوماً بعد آخر تنتشر الرائحة: «أنا لازم أدبح وأعمل أغانى ومهرجانات عشان أعرف الناس إن الشغل بدأ عندى» يحكى «عبداللطيف»، جزار بشبرا الخيمة، مشيراً إلى أنه يحاول تنظيف المكان قدر المستطاع: «غصب عننا ده بيحصل، ومعلش هو موسم وبنستحمل بعض»، ليشاركه الحديث رضا خالد، أحد جيرانه، الذى لم يبدِ اعتراضا على الدعاية المبكرة، قدر ما اعترض على وضع الخراف أمام منزله قبل العيد بأكثر من 30 يوماً: «ممكن يكون فى مخزن أو مزرعة صغيرة وتبقى الدعاية هنا بالدبايح واللى عايز يشترى يروح المزرعة»، ليجيب عليه الجزار: «ما أنا عشان الناس تجيلى لازم تشوف الخرفان، وأنا باخد منها وبدبح، عشان ممكن حد يفكر إنى بجيب له من مزرعة مش تبعى».