20 شركة تسابق الزمن لتحويل المنطقة إلى «قبلة» سياحية
العمل على قدم وساق للانتهاء من إنشاءات مدينة العلمين الجديدة
«خلية نحل» تعمل على قدم وساق، عشرات العمال يهرولون وراء سيارات النقل المحملة بمواد البناء، يسابقون الزمن لتفريغ حمولتها تحت أشعة الشمس الحارقة، فنيون ومهندسون لا يبالون إلا بإنجاز الأعمال المكلفين بها، هذا المشهد هو أول ما تقع عليه عيناك بمجرد الوصول إلى مدخل مدينة العلمين الجديدة على طريق الساحل الشمالى، غرب قرية «مارينا»، أعمال الإنشاءات لا تتوقف على طول طريق الكورنيش، الممتد لنحو 14 كيلومتراً، حفارات وماكينات رفع عملاقة تعمل على مدار الساعة لإنشاء البحيرات الصناعية المطلة على شاطئ البحر، الخرائط تشير إلى أن ما يجرى إنشاؤه فى هذه المنطقة عاصمة سياحية جديدة لمصر.
أكثر من 20 شركة تعمل فى توقيت واحد على أرض الواقع، للانتهاء من تنفيذ مشروعات مدينة العلمين الجديدة، بداية من مد شبكات طرق وشبكات المياه والصرف الصحى والكهرباء وغيرها من مرافق البنية الأساسية، وبناء العمارات والأبراج السكنية، وإنشاء كورنيش جديد وممشى على البحر، بالإضافة إلى إنشاء مدينة ترفيهية تضم مناطق للألعاب والبحيرات الصناعية، وصولاً إلى بناء سلسلة من الفنادق والمطاعم، حتى أعمال التشجير والتجميل لم تنتظر حتى الانتهاء من الأعمال الإنشائية، كل هذه الشركات تسابق الزمن للانتهاء من الأعمال الموكلة إليها، تمهيداً لافتتاح أول المشروعات بالمدينة فى أبريل المقبل.
«خلية نحل» تصل الليل بالنهار لإنجاز العمل.. والعمال والفنيون يرفعون شعار «نبنى مصر».. و«ممشى» عالمى بطول 14 كيلو على الساحل
«كورنيش سياحى عالمى بطول 14 كيلومتراً، يوازى شاطئ البحر، الزراعات وأشجار الزينة والنخيل تنتشر على طول المسافة، ممشى ومضمار للدراجات، وشبكة لرى الحدائق، وأخرى لمياه الشرب، الأعمدة الحديدية مصممة بأشكال فنية مبتكرة، بارجولات وأماكن لجلوس المواطنين والسياح على طول الكورنيش»، بهذه الكلمات بدأ المدير التنفيذى لمشروع الممشى السياحى بمدينة العلمين الجديدة، المهندس محمد أحمد، حديثه لـ«الوطن»، مشيراً إلى أن الممشى السياحى هو واجهة مدينة العلمين الجديدة، حيث يطل على البحر مباشرة، وأضاف أن مشروع الممشى السياحى ينقسم إلى عدة أجزاء، ويتميز بطراز معمارى فريد، وتتخلل الممشى «بارجولات» لجلوس المارة عليها، مؤكداً أنه مشروع متكامل المرافق والخدمات، من كافتيريات تقدم مشروبات ووجبات سريعة، ويحتوى على ممر خاص لمتحدى الإعاقة، وغرف لخلع الملابس، وحمامات، وأماكن جمالية، وأشجار ونخيل، وكذا كبارى تنقل السيارات من الاتجاه المقبل من الطريق الدولى «الإسكندرية - مطروح» الساحلى، ليعبر أعلى الممشى بالكورنيش، ومنه إلى الطريق الموازى لساحل البحر.
«نعمل جميعاً، عمالاً وفنيين ومشرفين ومهندسين، بروح الفريق من أجل إنجاز الأعمال الإنشائية بالمنطقة الشاطئية فى العلمين الجديدة»، هكذا تحدث المهندس رامى محمد كمال، المشرف على تنفيذ هذه المنطقة، وأضاف: «انتهينا من جزء كبير بالكورنيش والممشى السياحى بنسبة 100% فى المنطقة الأولى، وجار العمل حالياً فى المنطقة السياحية الثانية، وتسمى (بكسل)، حيث تم الانتهاء من تنفيذ ما يقرب من 80% منها، بالإضافة إلى ممشى الدراجات.
ويجرى إنشاء 15 كوبرى علوياً جديداً لخدمة مدينة العلمين، سواء المنطقة القائمة حالياً أو الجديدة، بالإضافة إلى إنشاء حواجز للأمواج على شاطئ البحر، وإنشاء مجموعة من الجزر، وكذلك يجرى إنشاء عدد من الأبراج السكنية بارتفاعات تصل إلى 38 طابقاً، وفنادق سياحية على عدة مستويات، فضلاً عن إنشاء شبكات لتصريف مياه الأمطار، وشبكات أخرى لمياه الشرب والصرف الصحى.
«سيد عبدالعزيز»، من شركة «المقاولون العرب»، مشرف تنفيذ أعمال اعتيادية بالممشى السياحى، تحدث لـ«الوطن» قائلاً: «أقوم بالإشراف على 20 من العمال فى المنطقة السياحية، منهم فنيون لتركيب بلدورات الرصيف بالكورنيش، ومتخصصون فى تركيب الإنترلوك، وعمالة مساعدة فى نقل وتشوين الخامات والمواد المستخدمة من رمل وأسمنت ومياه، وفنيون لضبط المناسيب والمقاسات»، لافتاً إلى أن الفنى الواحد منهم يعمل على تركيب 50 متراً مربعاً خلال اليوم الواحد، ومعه 2 عمال، ويتم زيادة حجم العمل طبقاً للاحتياج، مؤكداً أنه تم الانتهاء من تركيب 300 متر و150 بلدورة خلال 15 يوماً.
أما «عصام نصر»، مشرف أعمال إنشائية بشركة «الحسنة»، إحدى الشركات التى تعمل فى إنشاء مدينة العلمين الجديدة، فقال إن الشركة تعمل بطاقة كبيرة داخل المنطقة الشاطئية، من خلال 45 عاملاً وفنياً، وذلك من الساعة السادسة صباحاً وحتى الثامنة مساءً، تتخللها بعض الأوقات القصيرة للراحة، بالإضافة إلى العمل لعدة ساعات أخرى خلال الليل، بإجمالى 18 ساعة عمل يومياً داخل الموقع، وأضاف: «الحمد لله انتهينا من تشطيب 3 آلاف متر مربع خلال أسبوعين، بعد تركيب خطوط الكهرباء والخرسانات والصرف الصحى والرى وشبكات الاتصالات».
«باشتغل يومياً هنا فى العلمين فى تركيب الرخام، وأقوم بتركيب 45 متراً على مدار اليوم، بمساعدة عامل واحد، وأستطيع أن أعمل أكثر من ذلك، إذا توافر لى أكثر من مساعد»، بهذه الكلمات تحدث «محمد نصر»، فنى تركيب رخام، وتابع قائلاً: «أعمل من الساعة السادسة صباحاً وحتى الثامنة مساءً، وممكن أطبق 24 ساعة، حتى ننهى الشغل فى مكان معين، وننقل شغل فى مكان جديد، المهندسون عايزينا نبدأ نشتغل فيه، متطلبات العمل هى التى تحكم علينا، لكننا نعمل بتوجيهات طبقاً لحجم الشغل المطلوب إنهاؤه، والواحد شايف إن مصر بتتبنى، وكلنا بنشتغل علشان بلدنا، وعندنا أولاد فى البيت عاوزين يتجوزوا، وبنحاول نعمل اللى علينا والباقى على الله».
وأشار «الأسطى محمد فتحى»، حداد، إلى أن الشركة التى يعمل بها قامت بتوفير سكن للعمال، وسيارات لتوصيلهم إلى أماكن عملهم، بالإضافة إلى تلقيهم رعاية من المسئولين، منذ أن بدأوا العمل فى العلمين الجديدة، وتابع بقوله: «باشتغل 14 ساعة يومياً بدون تعب أو ملل، لأن كل حاجة متوفرة لينا بصراحة من المهندسين والمشرفين علينا، وهذه الفترة قابلة للزيادة، إذا صدرت تعليمات بزيادة ساعات العمل، كل فنى مننا بيخلص المطلوب منه خلال اليوم بتوجيهات المهندسين».