إجازة مصيف بالإسكندرية تتحول إلى رحلة «موت وآلام»
طفلة من العائلة بالعناية المركزة
رنات هاتف متوالية، تواكبها أنباء تناقلتها القنوات التليفزيونية عن فاجعة تصادم قطارين بالإسكندرية، أحدهما قادم من بورسعيد والآخر من القاهرة، جعلت أسرة أحد الأطباء من محافظة الشرقية تعيش لحظات عصيبة من الخوف والهلع، خاصةً أنه اصطحب أبناءه وشقيقته وأبناءها، متوجهين إلى المصيف بالإسكندرية، هرباً من حرارة الصيف، وما هى إلا ثوان معدودة، حتى سارع «صبرى شعلان»، مدرس، أحد أفراد العائلة، بالرد على الهاتف، ليخبره أحد الأشخاص بأن الطبيب ومرافقيه ضمن ضحايا الحادث المشئوم.
«علياء أحمد»، إحدى أفراد الأسرة، قالت فى حديثها لـ«الوطن» إن الطبيب، ويُدعى «خالد محمد عبدالعظيم»، اصطحب نجله «محمد»، 7 سنوات، وابنته «هبة»، 12 سنة، إضافة إلى شقيقته ونجليها «سارة صبرى مصطفى شعلان»، 12 سنة، و«عمر» 11 سنة، لقضاء عطلة الصيف فى الإسكندرية، مشيرةً إلى أنهم كان يجهزون لتلك الرحلة منذ عدة أيام، حيث اعتادوا على الذهاب للمصيف خلال شهرى يوليو أو أغسطس من كل عام، ونظراً لارتفاع حرارة الجو، كان الأطفال يلحون على آبائهم للذهاب إلى المصيف، خاصةً مع قرب بداية العام الدراسى.
طبيب يهرب بأبنائه وشقيقته وأبنائها من حرارة الجو فمات طفل وأصيب الباقون بإصابات خطيرة
وتابعت بقولها: «علمنا بالحادث من خلال اتصال هاتفى ورد لزوج شقيقتى»، وأضافت أن أفراد الأسرة، يرافقهم عدد من أهالى قرية «الغنيمية»، التابعة لمركز أبوكبير بمحافظة الشرقية، محل إقامة الأسرة، توجهوا على الفور إلى الإسكندرية، وهناك تبين صحة النبأ المشئوم، وتأكد وفاة الطفل «عمر»، بينما أصيب باقى أفراد العائلة بإصابات خطيرة، وتم نقلهم إلى المستشفيات بالإسكندرية لتلقى العلاج.
وتابعت «علياء» بينما انهمرت الدموع من عينيها، أن بعض أفراد الأسرة اصطحبوا جثمان «عمر» إلى القرية، وشيعوه إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة، بينما أصيب والده بحالة انهيار تام، وأضافت أن عدداً من أفراد الأسرة ظلوا بالإسكندرية لمرافقة المصابين والاطمئنان عليهم، كما توجه آخرون من أفراد العائلة إلى الإسكندرية مرة أخرى، بعد تشييع جثمان «عمر»، واستطردت بقولها: «عمر مات، والباقين حالتهم خطيرة، وخايفين حد تانى منهم يموت، أهالينا أمام غرفهم فى المستشفيات، ونحن هنا لا تتوقف ألسنتنا عن الدعاء بأن يمنّ الله عليهم بالشفاء، ويستجيب لدعواتنا، ويعودوا لنا مرة أخرى».
ومضت قائلةً: «كتير كنا بنسمع عن حوادث القطارات، وتصريحات من المسئولين بيعزّوا أهالى الضحايا، ويطمئنوا على المصابين، ووعود بعدم تكرار الكارثة، ولكن فى النهاية يكون ذلك مجرد أقاويل فقط، لتقع الحوادث مرة أخرى، دون أن يحرك أى مسئول ساكناً، ويبقى الضحية من المواطنين الغلابة»، واختتمت «علياء» حديثها بالقول: «كفاية اللى حصل، ومش لازم الحادثة تمر مرور الكرام زى اللى قبلها، وعاوزين الرئيس عبدالفتاح السيسى يجيب حق الناس».