بروفايل| «عرفات».. نزيف القضبان
صورة تعبيرية
داخل مكتبه كان لقاؤه بعدد من مسئولى الوزارة، نقاش دار بينهم عن طرق تطوير مرفق السكة الحديد وكيفية تجنب تأخر القطارات الذى يمتد لساعات فى بعض الأيام، وهى الشكاوى التى يعانى منها ركاب السكة الحديد منذ عقود طويلة، وهى الأمور ذاتها التى كان قد وعد بتحسينها منذ أن تولى منصبه فى فبراير الماضى، إلى أن قطع هذا الاجتماع مكالمة تليفونية جعلت الدكتور هشام عرفات وزير النقل يعيش «أسود يوم فى حياته» على حد وصفه، بعد أن وصله خبر تصادم قطارين بمدينة الإسكندرية مساء أمس الأول، أسفر عن مقتل العشرات وإصابة ما يزيد على 130 من الركاب. لجنة للتحقيق فى الواقعة ووقف لعدد من المسئولين عن العمل بسبب الحادث، خطوات اتخذها الوزير الذى انتقل إلى موقع الحادث مع مستشاريه، ولكنه عاد بدون أحدهم، حيث توفى الدكتور مصطفى السيد مستشاره لشئون الصيانة بالسكة الحديد، إثر إصابته بغيبوبة لعدم تحمله هول مشاهد الموت فى موقع الحادث. وزير النقل أكد أكثر من مرة أن البنية التحتية مضى عليها سنوات طويلة دون أى تطوير، وأنه يحتاج ما يقرب من 100 مليار جنيه، 45 ملياراً منها لمعالجة البنية التحتية المتهالكة، والبدء فى استخدام وسائل التحكم التكنولوجية لتفادى المزيد من الأخطاء البشرية التى تتسبب فى الكثير من الكوارث.
وللوزير الخمسينى سيرة ذاتية طويلة بدأت منذ تخرجه فى جامعة عين شمس عام 1985، حيث حصل بعدها على دكتوراه فى أساسات الكبارى بنفس الجامعة بالتعاون مع جامعة بروانشفيج الألمانية عام 1998، كما نشر عشرات الأبحاث العلمية فى مجالات الكبارى والأنفاق، وله خبرة طويلة فى مجال السكة الحديد، حيث عمل على ازدواج السكة الحديد «إدفو - أسوان»، وتدعيم أساسات كوبرى سكة حديد «قنا - سفاجا» على النيل، إضافة إلى العمل على كوبرى الرسوة للسكة الحديد فى مدخل مدينة بورسعيد. تحدٍّ كبير يقع فيه وزير النقل الحالى بعد حالة الغضب الشعبى التى سببتها كارثة قطار الإسكندرية، وهو النهوض وتطوير ووقف نزيف الدماء فى مرفق يستخدمه وفقاً للإحصاءات الحكومية ما يقرب من 20 مليون مواطن مصرى.