رحل الركاب وبقيت «أشياؤهم» تروى تفاصيل ما حدث داخل «قطار الموت»
متعلقات الضحايا داخل القطارين المنكوبين
مذكرة صغيرة بداخلها نقطة لبداية حلم جديد لطفلة تجهز نفسها لدخول المدارس، لتنطلق نحو مستقبلها، الذى لم تكن تتخيل أنه سوف يكون والعدم سواء، داخل إحدى العربات التى تهشمت تماماً من القطار الذى كان قريباً جداً من محطته الأخيرة، عثرنا على المذكرة ملطخة ببعض الدماء المختلطة بالأتربة والممتزجة بالمياه، مرسوماً عليها عروسة «باربى»، مدوناً داخلها بعض الطلبات التى وضعتها صاحبتها استعداداً لبداية عامها الدراسى الجديد، منها 6 أقلام جاف وأقلام رصاص وكراسات، ولكن جاء الحادث ليهدم حلمها، وينهى مستقبلها.
وبين «الأحلام»، التى تهاوت تحت عجلات القطار، تجولت «الوطن» داخل «قطار الموت»، لتجد مجموعة من ألعاب الأطفال المبعثرة على الأرض، وعليها بعض قطرات الدماء، التى ترسم الحزن على الأوراق، التى كانت بيد عدد من الأطفال، الذين راحوا ضحايا الحادث. مجموعات متناثرة من متعلقات الركاب عُثر عليها بين حطام القطار؛ أحذية وبقايا ملابس مهلهلة وملطخة بالدماء، بالإضافة إلى مجموعة من المتعلقات الشخصية لبعض الركاب، مثل شخص كان يقرأ جريدة، وآخر كان ذاهباً لقضاء مهمة عمل، تبعثرت أوراقه، وتقطعت تحت الأقدام.
ملابس وأحذية ومذكرات وفاكهة أبرز ما تبقى من ضحايا الحادث
وبجوار أوراق الألعاب المترامية فى القطار، التى تبعثرت من يد أحد الأطفال وقت وقوع الحادث، يوجد بعض الملابس، امتزج لونها بلون الدم، وأخرى تحول لونها من الأبيض إلى الأسود وكأنها تعلن الحداد على أصحابها. وعلى كراسى العربات، كانت ملامح الحياة ما زالت قائمة، صحيفة لم يكمل صاحبها قراءتها قبل أن يلقى مصيره المشئوم، وبعض قطع الفاكهة اتخذت من أسفل المقاعد سكناً لها، بعد ما هربت من أيدى أصحابها، وقد دهستها أقدام الفارين من الحادث، لتنتقل الصورة فى نهاية العربة إلى مجموعة من ملابس البحر، تظهر ملامح أسرة بسيطة كانت فى طريقها لقضاء عطلة صيفية على شواطئ الإسكندرية، إلا أن القدر منعهم من استكمال رحلتهم، وظلت فقط متعلقاتهم شاهدة على ما حدث داخل القطار، خلال اللحظات الأخيرة أثناء الحادث.