قطار يتقلب.. واللى بعده يطرد الركاب: «شوفوا مواصلة تانية»
الركاب داخل أحد القطارات المعطلة
«على السادة الركاب مغادرة القطار والبحث عن وسيلة مواصلات أخرى».. انطلق النداء عبر ميكروفونات داخل القطار الذى يحمل رقم 913، القادم من القاهرة إلى الإسكندرية، بعد توقفه لأكثر من ساعة فى منطقة كفر الدوار.. التوقف الذى برره ضابط وكمسرى توليا المرور على كل العربات لإخبار الركاب بوجود عطل، لم يمنع مشادات ونقاشات انطلقت على لسان الركاب: «هو إحنا ناقصين عطلة»، «مفيش حاجة فى البلد دى ماشية مظبوط»، قبل أن تتلقى هواتفهم المحمولة رسائل نصية تفيد بوقوع تصادم بين قطارين بالإسكندرية، على الخط نفسه المتوقف فيه قطارهم، ما أثار مزيداً من الجدل، لم يستطع الضابط ولا الكمسرى إيقافه أو السيطرة عليه.
نصف ساعة أخرى مرت، والركاب فى حالة توجس وقلق شديدين، مرور جديد اضطر إليه الضابط والكمسرى، لكن برسالة أخرى، مفادها: «عطل فى قطار ثانٍ سيمنعنا من استكمال الرحلة.. انزلوا واركبوا ميكروباص»، لم يكد الضابط ينطق بها حتى اندلعت المشاجرات والمطالبات برد ثمن التذكرة والتعويض عن العطلة، وهو ما هتفت به «هدى محمد» الراكبة التى لم تدر التصرف الأنسب، تحمل أطفالها وحقائبها وترى فى مغادرتها القطار تعطيلاً لكل خططها: «أمشى إزاى بالعيال والشنط.. واللى منتظرين فى إسكندرية أقول لهم إيه؟»، أسئلة كثيرة دارت فى مخيلتها لم تجد لها إجابات قبل أن تتوسل إلى الكمسرى: «طب لو مش هتدونى تمن التذكرة، ساعدنى أركب مواصلة تانية، أنا مش من هنا».
مشاجرات ومطالبات برد ثمن التذاكر
فى وسط كل هذا، تسلل أحدهم للقطار المتوقف، إنها فرصة سانحة لاستغلال انشغال الركاب وتحرك أغلبهم من أماكنهم لمتابعة سر العطل، وممارسة السرقة، وهو ما انتبه إليه الضابط أثناء جولته فى العربات لتهدئة الركاب، حيث لمح أحدهم يغادر القطار حاملاً حقيبة، اكتشف أنها مسروقات تم جمعها فى غفلة من الركاب، ليتم تحرير المحضر والتحفظ على السارق وإعادة المسروقات لأصحابها قبل مغادرتهم القطار.