حبس سائقى قطارى الإسكندرية 15 يوماً.. وسائق قطار بورسعيد: توقفت تنفيذاً لتعليمات عامل السيمافور والقطار لم يكن معطلاً
تصوير:
أحمد ناجى
09:56 ص | الإثنين 14 أغسطس 2017
الدفاع المدنى خلال عمليات إنقاذ الضحايا
استدعت النيابة العامة رئيس هيئة السكك الحديدية، ونائبه لقطاع الصيانة، ورئيس الإدارة المركزية لتشغيل القطارات، ومدير عام التشغيل فى المنطقة المركزية، ومدير عام صيانة البنية الأساسية، ومدير عام التشغيل لمنطقة غرب، أمس، للاستماع إلى أقوالهم فى حادث تصادم القطارين رقمَى 13 و571 فى منطقة خورشيد بالإسكندرية، ما أسفر عن مصرع 41 شخصاً، وإصابة ما يزيد على 129 آخرين.
وذكر بيان للنائب العام المستشار نبيل صادق، أن النيابة العامة قررت حبس سائقى القطارين، وملاحظ بلوك أبيس، ومساعد قطار القاهرة - الإسكندرية، 15 يوماً على ذمة التحقيقات، بعد توجيه الاتهام لهم بالقتل الخطأ، والإضرار العمدى بأموال هيئة السكك الحديدية، والإهمال الجسيم، كما أمرت بضبط وإحضار مساعد سائق قطار بورسعيد - الإسكندرية، واستدعت كلاً من مراقب فنى القبارى، ومراقب حركة القبارى، وملاحظ بلوك منطقة البيضة، ومدير محطة سيدى جابر، لسؤالهم عن أوجه القصور فى الحادث، لتحديد المسئولية الجنائية.
وطلبت النيابة العامة إجراء تحاليل «مخدرات» لسائقى القطارين، وسرعة إعداد التقرير الخاص بتفريغ الصندوقين الأسودين، وأخلت النيابة العامة سبيل موظفى القطارين والعاملين فى البلوكات القريبة من موقع الحادث، وواصلت سماع أقوال المصابين، فيما أكد سائق القطار 571 القادم من بورسعيد فى أقواله، أنه توقف نتيجة إشارة حمراء من عامل السيمافور، وليس بسبب عطل فنى، مشيراً إلى إبلاغه مسئولى البلوكات بتوقفه أمام عزبة الشيخ الصغير، ما نفاه عامل المزلقان فى التحقيقات، مؤكداً: «لم أتلق أى إخطار بالتوقف».
النائب العام يستدعى قيادات «السكة الحديد».. والتحقيقات الأولية: سائق إكسبريس القاهرة عطل جهاز تلقى الإشارة وتجاهل مطالب «البلوك» بالتوقف
ونفى سائق القطار رقم 13 القادم من القاهرة تلقيه أى إخطار بتوقف قطار آخر على نفس الخط، مؤكداً أنه فوجئ بوجود القطار أمامه، وفشل فى التوقف ما دفعه إلى القفز قبل الاصطدام، ثم سلّم نفسه لقوات الأمن، فيما كشفت التحقيقات الأولية للنيابة عن تعطيل السائق لجهاز «إيه تى سى» الخاص بتلقى الإشارات، وتجاهل إشارات ملاحظ البلوك لإيقاف القطار، ما أدى إلى اصطدامه بالقطار المتوقف، لعدم تمكنه من إيقاف القطار بسبب السرعة العالية.
وقالت مصادر فى شرطة النقل والمواصلات لـ«الوطن»، بعدما طلبت عدم ذكر اسمها، إن «الحادث ناتج عن خطأ بشرى بنسبة 100%»، مؤكدة أن «إهمال سائق القطار رقم 13 هو المتسبب فى الكارثة، حسبما جاء فى اعترافات عامل برج المراقبة، ومساعد السائق، اللذين أوضحا أن القطار تأخر عن التحرك من محطة القيام لفترة تصل إلى 45 دقيقه تقريباً، وقال المساعد فى التحقيقات: إن السائق أغلق جهاز (إيه تى سى) فور تحركه».
وحرر العشرات من مصابى الحادث محضراً برقم 12642 لسنة 2017 جنح قسم شرطة الرمل أول، ضد كل من رئيس مجلس الوزراء، ووزير النقل والمواصلات، ووزير الصحة، ورئيس هيئة السكك الحديدية، ومدير فرع الهيئة فى الإسكندرية، بصفاتهم وأشخاصهم، أمس، كما فوضوا المحاميين وليد طلعت وفيصل عبدالمنعم باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل من تثبت إدانته فى التحقيقات.
إجراء تحاليل مخدرات للسائقين.. والمصابون يحررون محضراً ضد المسئولين
وقال زين سعيد عبدالجواد، زوج منى جمال، المصابة بكسور فى الضلوع والحوض والذراع اليمنى، ووالد الطفل يوسف، المصاب بكسور فى اليد اليمنى والقدم، «فوضت المحاميين بتحرير محضر ضد المسئولين عن الحادث لمحاسبة كل مَن يستخف بأرواح المواطنين»، فيما قال محمد صبرى، أحد المصابين: «رأينا الموت بعيوننا، فأنا أصبت بكسر فى القدمين واليد اليمنى، وكدمات متفرقة فى الجسم»، مطالباً بمحاسبة جميع المخطئين من العامل إلى الوزير.
ورصدت «الوطن» نوم عشرات الركاب على أرصفة محطة مصر فى الإسكندرية، أمس، على أمل الانتهاء من إصلاح القضبان المتضررة من الحادث ليعودوا إلى محافظاتهم، وفور الإعلان عن انطلاق أول قطار إلى القاهرة فى الساعة الخامسة فجراً، امتلأت العربات عن آخرها بمئات الركاب، وقال محمد السبع، أحد الركاب: «قضيت الليلة الماضية داخل محطة مصر، فى انتظار عودة حركة القطارات إلى طبيعتها، فهو الوسيلة الأرخص بالنسبة لى».
وأوضح محمد عثمان، أحد الركاب المنتظرين داخل محطة مصر: «لم أجد بديلاً عن الانتظار حتى يخرج القطار إلى وجهته، فأنا مضطر إلى ركوبه رغم شعورى بالخوف من تكرار الحادث، إلا أننى لا أستطيع ركوب وسيلة مواصلات أخرى، بسبب تعودى عليه منذ الصغر»، فيما قالت مصادر فى هيئة السكة الحديد بالإسكندرية، إن «محطة مصر كانت ممتلئة عن آخرها بالمواطنين، ممن قضوا ليلتهم داخل المحطة، ورفضوا مغادرتها لحين تحرك أول قطار»، مضيفة: «الهيئة بذلت جهوداً كبيرة لإتمام إصلاحات الخط المتضرر من الحادث فى أسرع وقت، وتمكنت من تغيير 163 متر قضبان وفلنكات، ثم أجرت اختبارات للتأكد من صلاحيتها».
وأشارت إلى أن «الهيئة باشرت تسيير حركة القطارات فى الاتجاهين فور انتهاء الإصلاحات، وخرجت جميع القطارات فى موعدها»، مشددة على أن «التحقيقات الداخلية ما زالت مستمرة مع المسئولين لتحديد المسئول الحقيقى عن الحادث، بالتزامن مع العمل على تطوير منظومة القطارات فى الإسكندرية».
من جهة أخرى، سادت حالة من الذعر بين ركاب قطار أبوقير، أمس، بعد تعطل الفرامل الخاصة به فجأة، وفشل السائق فى إيقافه فى محطة فيكتوريا، ليكمل طريقه إلى محطة الرمل ميرى التالية، وفور التوقف تجمع الركاب حول سائق القطار، ما اضطره إلى الهروب، بينما هتف الركاب للمطالبة بإقالة وزير النقل.
وقالت مصادر فى هيئة السكة الحديد بالإسكندرية، إن «قطار أبوقير تعرض لعطل فى الفرامل، ما أدى إلى عدم توقفه فى المحطة المقررة له، وتمكن السائق من السيطرة على الموقف، والتوقف فى المحطة التالية»، موضحة أن «فرق الصيانة تحركت إلى المحطة على الفور لإصلاح العطل، قبل أن يواصل القطار رحلته».