دول أدانت فض "رابعة".. وغيرت موقفها من مصر في عهد السيسي
دول أدانت "رابعة".. وغيرت موقفها من مصر في عهد "السيسي"
تحل اليوم الذكرى الرابعة لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، واللذان نظمهما أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، للمطالبة بعودته بعد 30 يونيو.
واختار أنصار الرئيس المعزول وجماعة الإخوان المسلمين في 28 يونيو 2013، ميداني رابعة العدوية بالقاهرة، والنهضة بالجيزة، للاعتصام بهما للمطالبة بعودة مرسي للحكم، والإفراج عن المعتقلين، واستمر الاعتصام حوالي 45 يوما، وفضت قوات الشرطة الاعتصام.
وفي أعقاب فض الاعتصامين أدانت الولايات المتحدة الأمريكية، عملية الفض بل أدان البيت الأبيض "بقوة" عملية الفض، حيث صرح مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض آنذاك جوش ارنست بأن "الولايات المتحدة تدين بقوة استخدام العنف ضد المتظاهرين في مصر"، داعياً الجيش المصري الى التحلي بـ"ضبط النفس".
ولكن عقب 4 سنوات زار الرئيس عبدالفتاح السيسي السيسي البيت الأبيض للقاء الرئيس الحالي دونالد ترامب في زيارة تاريخية لرئيس مصري للبيت الأبيض، وشكَّلت زيارة السيسي إلى واشنطن، في أبريل الماضي، نقطة تحول في مسار العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة في كل المجالات في ضوء التغيرات المتلاحقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط واستعادة مصر لدورها المحوري بالمنطقة وإدراك إدارة الرئيس دونالد ترامب لأهمية دور مصر في تعزيز الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب والتطرف وحرص مصر على الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع كل القوى الفاعلة على الساحة الدولية.
كما أدانت بريطانيا عملية فض اعتصام رابعة العدوية، حيث أعرب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج، آنذاك عن قلقه العميق تجاه تصاعد العنف في مصر، وأدان استخدام القوة لإجلاء المتظاهرين، ودعا قوات الأمن المصرية لضبط النفس.
ولكن بعد عامين من عملية فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، قام الرئيس السيسي بزيارة بريطانيا، واكتسبت زيارة الرئيس السيسي إلى المملكة المتحدة أهمية كبرى بالنسبة لبريطانيا بسبب الدور المحوري الذي تتمتع به مصر في المنطقة العربية والإفريقية لدعم الأمن والاستقرار، خاصة في ظل التحديات التي تعصف بالمنطقة العربية والأزمات في عدد من البلدان، إضافة إلى القضايا التي تتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، ولقيت زيارة السيسي أصداء الترحيب من المسؤولين البريطانيين، حيث أثنى أعضاء في البرلمان البريطاني على الجهود التي يبذلها السيسي بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في مصر، رغم المعوقات والتحديات التي تواجه البلاد داخليا وخارجيا.
ومن جانبها أدانت فرنسا عملية فض الاعتصام، حيث صرح وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إدانة بلاده لأعمال العنف الدامية التي وقعت في مصر، وأضاف فابيوس أن القوة ليس هي الحل.
وبعد عام من فض الاعتصام، استقبل الرئيس الفرنسي فرانس أورلاند الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتناول الرئيسان العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وسبل الارتقاء بها وتعزيزها في مختلف المجالات، فضلاً عن بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة.
كما أدانت ألمانيا عملية فض اعتصام رابعة، ودعا وزير الخارجية الألماني، جيدو فسترفيله، في 14 أغسطس في مؤتمر صحفي، جميع القوى السياسية في مصر إلى تجنب تصاعد أعمال العنف، والعودة فورًا إلى العملية السياسية.
ولكن عقب الفض بعام زار الرئيس السيسي ألمانيا مرتين المرة الأولى في عام 2015 والمرة الثانية كانت هذا العام والتقى خلال الزيارتين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وبحثا سبل التنمية الاقتصادية في إفريقيا ودعم فكرة مكافحة الإرهاب من خلال القضاء على واحد من أهم أسبابه وهو الفقر والبطالة.
ومن جهة أخرى، أدانت إيطاليا عملية الفض، في بيان لوزيرة الخارجية الإيطالية، وطالبت فيه الحكومة المصرية، بوقف أعمال العنف ووقف حالة الطوارئ، واستدعت وزيرة الخارجية الإيطالية، إيما بونينو، سفير مصر وأعربت عن إدانتها أعمال العنف التي وقعت أثناء فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.
وبعد عام من فض الاعتصام، قام الرئيس السيسي بزيارة إيطاليا في مستهل إحدى جولاته الأوروبية، وعكست هذه الزيارة اهتمامًا كبيراً من جانب إيطاليا بتفعيل علاقات ثنائية مع مصر، وتحدث الرئيسان عن الموضوعات المشتركة بين البلدين فيما يخص مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، واتفقا على التحرك لمواجهة ذلك.