بعد 4 سنوات على "رابعة".. الدولة تتقدم والإخوان "أسرى ماضي الشرعية"
صورة أرشيفية
عقارب الساعة لا تعود للوراء، حسب الحقائق العلمية، وعلى نفس الطريقة تسير الدولة المصرية في خطوات للوصول إلى هدف منشود في التقدم، بينما توقفت مصائر "الإخوان" عند تاريخ الرابع عشر من أغسطس 2013، اليوم الموافق لفض اعتصامي رابعة والنهضة، الناتجين عن رفض تلك الجماعة وأنصارها لإزاحة الرئيس المعزول محمد مرسي عن الحكم، بعد خروج الجماهير عليه في الثلاثين من يونيو من نفس العام.
في العام التالي على الفض بدأت خطوات الدولة المصرية في النهوض بعد العام الذي حكم فيه الإخوان، وتولى الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم في 2014، ومن وقتها نفذ 54 زيارة خارجية، لعدد من الدول لتكون مصر أكثر انفتاحًا على العالم الخارجي كما قال مصطفى الفقي، في تعليق له على تلك الزيارات في فيديو منشور له على صفحة حملة "مصر 1095"، التقى فيها قيادات مهمة على مستوى العالم منهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزيرة الخارجية الألمانية أنجلينا ميركل، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكانت النتيجة توقيع مئات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وجذب استثمارات خارجية.
أستاذ علوم سياسية: يعتمدون على نهج "المظلومية" الثالثة في تاريخهم
وعلى المستوى الاقتصادي، انطلقت مشروعات قومية كبرى، أهمها التركيز على خلق تنمية متكاملة لمنطقة قناة السويس، من خلال حفر قناة جديدة، بالتوازي مع العمل المستمر لتحويل منطقة السويس لإقليم متكامل اقتصادي وعمراني، وإنشاء مركز لوجيستي عالمي للاستفادة من المزايا التنافسية لقناة السويس وتحويلها لمركز عالمي، إلى جانب مشروع الاستزراع السمكي على مساحة نحو 7500 فدان لإنشاء 4000 حوض استزراعي سمكي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك عالية الجودة وتقليل الاستيراد وتزويد التصدير، وتم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع بمساحة 1900 فدان، إلى جانب قرب افتتاح المرحلة الأولى من أكبر مزرعة سمكية بالشرق الأوسط بمحافظة كفر الشيخ على مساحة 2719 فدانا يضم 1079 حوضا سمكيا ليساهم في توفير ثروة سمكية هائلة لتغطية احتياجات السوق العملية والحد من عمليات الاستيراد وتوفير فرص عمل.
وغيرها من المشروعات الاقتصادية المهمة التي تنفذ على مراحل متعددة، فهناك مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والتي تبلغ مساحتها 170 ألف فدان، تصل نسبة المساحة السكنية فيها إلى 67% تستوعب 6.5 مليون مواطن، وجارٍ إنهاء تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع بمساحة 10500 فدان تضم الحي الحكومي ومبنى البرلمان ومجلس الوزراء مركز المؤتمرات، إلى جانب مشروعات تنمية في الصعيد وسيناء.
"شو إعلامي" لإعادة تدوير خطابهم مع قرب الانتخابات الرئاسية
"الشرعية"، تلك الجملة التي لا يزال يعيش عليها أفراد جماعة الإخوان ويرددونها في كل مناسبة، على الرغم من مضي 4 سنوات، آخرها منذ أيام في الشهر الجاري حينما قال المعزول محمد مرسي في أولى جلسات إعادة محاكمته موجهًا حديثه لهيئة المحكمة في قضية التخابر مع حماس: "أنا رئيس الجمهورية".
على نفس الذكر، عندما سمح رئيس محكمة جنايات بني سوف للمرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع بالتحدث، قال إن الإخوان جماعة شرعية لا تسمح بوجود مدخنين بها فلا يمكن وصفها بالإرهابية، وأن "الشعب المصري اختار مرسي (رضى الله عنه) –على حد قوله- وإن ما يحدث مجرد انتقام مني وأشكو إلى الله والمحكمة منه"، وذلك خلال جلسة القضية المعروفة إعلاميًا بـ"أحداث بني سويف" في 10 أغسطس الجاري.
واستمرارًا لمسلسل عدم تقبل الوضع، ما زالت تعرّف عزة الجرف نفسها على حسابها لشخصي على "تويتر" بأنها "عضو برلمان الثورة حزب الحرية والعدالة وعضو الجمعية التأسيسية لصياغة دستور الثورة - 2012"، وفي السادس من أغسطس الجاري وجّهت تحية للرئيس المعزول مرسي بقولها: "تحية لرئيس مصر المختطف، العالم الدكتور محمد مرسي بظهوره اليوم (ما زلت رئيسا للبلاد، وحلول مصر كلها تبدأ بعودتك رئيسا لتكملة مدتك الشرعية"، وفقا لزعمها.
أرجع الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إعادة تدوير جماعة الإخوان لخطاب الشرعية إلى عدة أمور أولها أنها "المظلومية الجديدة" التي بنتها جماعة الإخوان طوال السنوات الأخيرة وتمسكت بها، ما بين تقديم مبادرات للتقارب وسحبها ومبادرات حل الأزمة وغيرها، وفي النهاية بقيّ عنوان كبير وهو بناء المظلومية الجديدة لجماعة الإخوان بعد 30 يونيو وهي تعتبر الثالثة في تاريخهم فالأولى كانت في الستينيات والثانية في السبعينيات.
وتوزيع الأدوار الفترة الماضية وكر وفر في فتح الأفكار المروجة لعدم إسقاط شرعية ما يعرف بـ"الرئيس المعزول محمد مرسي"، هو الأمر الثاني الذي يعتمد عليه الإخوان، حسب تصريح فهمي، لـ"الوطن"، وأن ذلك الحديث مرتبط ببعض أحداث منها فض رابعة وتوظيفها لنقل الكرة إلى ملعب الحكومة للدفاع ويكون النظام كله في موقف رد الفعل، في إطار السياق السياسي لأزمة الخطاب ولن يتغير، إلى جانب استثمار الأوضاع الراهنة التي تشهدها البلاد قرب إجراء انتخابات خلال 6 أشهر لا بد من أن يكون هناك رئيس جديد تطرحه.
وطرح فهمي تساؤلا تدور حوله الجماعة وهو "هل الجماعة ستطرح مرشحا إخوانيا أو إعادة طرح محمد مرسي مرة ثانية"، والبحث عن اتجاهات الجماعة في إنها إما ستدفع مرشح محدد وهذا ما يزال مجهولا بالنسبة للجميع ويتجاوز الأسماء التقليدية إما إعادة تدوير لاسم محمد مرسي لتعميق فكرة المظلومية بغرض "الشو الإعلامي"، خاصة وأن مشاركتهم في الانتخابات لا تنم عن اعترافهم بـ30 يونيو مثلما فعلت حماس التي كانت رافضة لنظام أوسلو ومع ذلك دخلت الانتخابات وكسبتها فهذه الجماعات تنحاز لفكرة "المصلحة".