«واحة باريس».. طبيبا «أسنان ونساء» لفحص كافة المرضى
مستشفى باريس متهالك ويحتاج إلى تطوير
وسط واحة باريس، وقبل نحو 50 عاماً، تم إنشاء هذا المستشفى، الذى تحوّل إلى مستشفى مركزى تبعاً لتحول الواحة إلى مركز ومدينة قبل 5 سنوات، المبنى مكون من طابق واحد به عدد من المكاتب والعيادات، داخل أحد هذه المكاتب جلس ثلاث سيدات، إحداهن مهمتها قطع تذاكر للمرضى، وأخرى تجلس دون أن تفعل شيئاً، والثالثة فى يدها ختم تقوم بختم أوراق بعض المواطنين الذين جاءوا إلى المستشفى لإنهاء بعض الشهادات الصحية ليلتحق أبناؤهم بالمدرسة.
دخل أحد الشباب للكشف على عينيه، فسأل الموظفة قائلاً: «هو فيه دكتور عيون هنا لو سمحتى؟» لترد عليه قائلة: «فيه كل التخصصات هات 2 جنيه وخد تذكرة وروح اكشف»، لتلتقط موظفة «الختم» أطراف الحديث قائلة: «بص يابنى، مفيش تخصصات ولا حاجة، مفيش غير دكتور أسنان ودكتورة نساء، خد التذكرة وروح اكشف عندها». وباستغراب شديد يرد الشاب قائلاً: «أنا عينى وجعانى أروح أكشف عليها عند دكتورة نسا إزاى يعنى؟!». لترد عليه الموظفة قائلة: «ده اللى عندنا والله مفيش تخصص رمد». على بعد خطوات من المبنى المكون من طابق واحد، يوجد مبنى آخر، فى الطابق الأرضى عيادة الأسنان وعدد آخر من العيادات والمعامل المغلقة، أما الطابق الثانى فمغلق بالكامل.
«عبدالله»، رجل ستينى يرتدى نظارة سوداء كبيرة وجلباباً قديماً يبحث عن عيادة العظام داخل مستشفى باريس، بعد أن أصيب بآلام شديدة فى ركبتيه منعته من النوم طول الليل، لكنه لم يجد طبيب عظام، فأخبرته إحدى الممرضات بأن طبيبة النساء ستتولى مسئولية الكشف عليه، ويجب أن يتوجه إلى هناك. تحدث «عبدالله» عن معاناته قائلاً: «ركبتى وجعانى ومبقتش قادر أمشى عليها، وبقالى شهرين كل يوم بعدى على المستشفى علشان ألاقى دكتور عظام مش لاقى، آجى أكشف يدونى مرهم ويمشونى، وأنا راجل على قد حالى، وممعيش فلوس أنزل أسيوط أو القاهرة أو حتى أروح الخارجة أكشف على رجلى، المسافة بعيدة جداً والمصاريف كتير ومش ممكن أسافر».
الدكتور مصطفى عنبر، مدير الإدارة الصحية بمستشفى باريس المركزى، قال: «هناك قطعة أرض تم تخصيصها لبناء مستشفى كبير لخدمة أهالى باريس بتكلفة تقدر بنحو 40 مليون جنيه»، موضحاً: «المستشفى القائم حالياً كان وحدة صحية وعندما تحولت باريس من قرية إلى مدينة تحولت الوحدة الصحية بدورها إلى مستشفى مركزى».