«دمياط العام».. المرافقون ينامون فى الممرات.. والقمامة منتشرة فى الأدوار
انتشار أكياس القمامة داخل المستشفى
استياء عام من المرضى والزوار وانتشار أكياس القمامة السوداء والحمراء فى كل طوابق المستشفى وانتشار روائح كريهة تزكم الأنوف بسبب انتشار القمامة وغياب النظافة، وشكاوى مستمرة من المرضى من نقص المستلزمات الطبية وشرائها من الخارج... هذا هو ملخص الوصف التفصيلى لجولة «الوطن» داخل مستشفى «دمياط العام» الذى يطل على النيل خلف مبنى المحافظة.
فى بداية الجولة يجلس شاب عشرينى اسمه أحمد الجندى على أحد الأسرة داخل غرفة بحجز «العظام» مع عدد من أفراد أسرته جاءوا لزيارته، ذراعه اليسرى تغطيها جبيرة وبالاقتراب منه وسؤاله عن الوضع فى المستشفى بادرنا قائلاً: «أنا اشتريت كل حاجة من بره وقت ما عملت العملية، وطبعاً بنبقى مضطرين نجيبها لأننا مش هنستنى لحد ما تتوفر، وفى وقت العملية كانوا عايزين دبابيس جلد، وماكانتش موجودة ساعتها وأهلى اللى جابوها من بره المستشفى»، موضحاً أن أحد الأطباء طلب منه شراء مضاد حيوى سعر الحقنة الواحدة منه 119 جنيهاً ولم يكن متوافراً داخل المستشفى ما اضطره لشراء بعض الحقن من الخارج بتكلفة وصلت إلى 1000 جنيه.
واصلنا الجولة داخل المستشفى وعلى مقعد خشبى جلست عائشة العيسوى (59 عاماً) ممسكة بساقها المكسورة وهى تصرخ من شدة الألم، قائلة: «جبست الكسر هنا منذ شهرين ولم يحدث أى تحسن فى حالتى، نفس الآلام لا تنتهى، وحينما جئت الطبيب وقع الكشف عليّا وطلب شراء بعض المستلزمات الطبية من الخارج لعدم توافرها كالشاش، وبالفعل وضع الساق فى الجبس وبعد فترة تم عمل أشعة وقرر الطبيب استمرار تجبيس القدم، وحينما توجهت لطبيب بالخارج قال: «كان لازم يتركب لك شريحة ومسامير، إزاى الدكتور اللى فى المستشفى معملش كده؟».
الممرات بين غرف الحجز تحولت إلى لوكاندا لمبيت مرافقى المرضى من النساء والرجال، فالجميع افترش الطرقات حتى يكونوا إلى جوار ذويهم، ومن بينهم والدة طفل محجوز داخل المستشفى بعد إصابته بكسر فى الساعد (رفضت ذكر اسمها) انتقدت عدم الاهتمام بنظافة الحجرات حيث تنتشر الصراصير داخل غرفة الحجز، بالإضافة إلى اضطرارها لشراء المستلزمات الطبية من شاش وقطن من خارج المستشفى، متابعة: «حتى تجبيس إيد ابنى كان على حسابى لأن مفيش حاجة متوفرة فى المستشفى».
من جانبه نفى مصدر طبى مسئول بالمستشفى ما ردده المرضى حول عدم توافر بعض المستلزمات الطبية بالمستشفى.