بخط يده.. خطابات «إبرام» لـ«تواضروس» والكهنة تكشف كواليس تركه إيبارشية الفيوم والعودة إلى الدير
الأنبا إبرام مع كهنة الفيوم بدير وادى النطرون الخميس الماضى
أكد الأنبا إبرام، أسقف الفيوم وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، أن الشىء الوحيد الذى تسبّب فى ترك خدمته الرعوية بإيبارشية الفيوم والعودة إلى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، هو «محبته لله فى اعتكاف دائم معه»، وأنه لا يوجد سبب آخر، نافياً ما تردّد عن وجود خلافات بينه وبين البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تسبّبت فى اتخاذه هذا القرار، وربطها مع رفض الأنبا إبرام ما قيل عن وجود اتفاق بالاعتراف المتبادَل بالمعمودية، بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، تم توقيعه خلال زيارة بابا الفاتيكان للكاتدرائية فى أبريل الماضى، وما تبع ذلك من اتخاذ البابا قراراً بإبعاد الأنبا إبرام عن دير الأنبا توماس السائح، الذى كان يُشرف عليه منذ 17 عاماً، وتعيين نائب بابوى جديد للإشراف على الدير.
وحصلت «الوطن»، على خطابات بخط يد الأنبا إبرام، يكشف فى أحدها، صادر أمس (السبت)، إلى أقباط الفيوم، لأول مرة أسباب تركه الإيبارشية والعودة إلى الدير، وذلك بعد أن كثرت الشائعات والأقاويل، حسب قوله، مشيراً إلى أن «الحقيقة أمام الله أنه لا يوجد من يستطيع أن يجعله يترك الفيوم سوى شىء واحد فقط، هو محبته لله فى اعتكاف دائم معه، وأنه قد طلب هذا الطلب من البابا تواضروس الثانى منذ أكثر من عام، ووجّهه البابا بأن يأخذ الخلوة فى دير الأنبا إبرام بالعزب فى الفيوم، وأنه فعلاً أخذ تلك الخلوة لمدة 6 أشهر، لكنها لم تشبع اشتياقه، ولهذا تقدّم بطلب ثانٍ بكامل إرادته فى 15 يوليو الماضى».
وأضاف الأنبا إبرام، أن البابا تكلم معه فى جلسة خاصة بأن يتراجع عن هذا الطلب، لكنه اعتذر عن التراجع، ولهذا تم تحويل الطلب إلى لجنة شئون الإيبارشيات، لكى تقول كلمتها.
أرسل إلى البابا مفاتيح المطرانية وكشوف حسابات الكنائس والأديرة قبل الذهاب إلى وادى النطرون.. والأسقف للأقباط: تركتكم لمحبتى فى الاعتكاف مع الله
وطلب أسقف الفيوم، من الأقباط، عدم تصديق غير هذا، وأن يتركوه فى خلوته التى لا يرجو من الرب إلا أن تنتهى بانطلاق روحه لخالقها، حسب قوله، مختتماً خطابه بالقول: «لا تنسونى فى صلواتكم، كما أنا لا أنساكم فى صلواتى، وإلى اللقاء فى السماء».
وحصلت «الوطن»، على الخطاب الذى تقدّم به الأنبا إبرام بخط يده للبابا بترك الإيبارشية والعودة إلى الدير والمؤرخ فى 15 يوليو الماضى، وجاء نصه: «من أجل المحبة التى بيننا، أريد أن تبارك تحقيق شهوة قلبى فى حياة الوحدة التى أشتاق إليها من أول يوم فى رهبنتى. واليوم بنعمة الرب وصلت إلى قلايتى المحبوبة فى أحضان أبى القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون، وفى عيد نياحته (وفاته)، أطلب من الرب أن يعين قداستكم فى تدبير الإيبارشية كما ترون، وأصلى للرب لكى يعطينى توبة صادقة مقبولة فى بقية أيام حياتى».
وختم الأنبا إبرام خطابه إلى البابا بالتنويه لإرفاق خطابات بالتفصيل عن «الخدمة والمفاتيح التى كان يستخدمها بالمطرانية مع التفاصيل عن حسابات الكنائس والأديرة والأنشطة».
أما الخطاب الثالث لأسقف الفيوم، فكان موجّهاً منه إلى كهنة ورهبان ومكرسات وخدام وخادمات وأقباط الفيوم، جاء فيه: «أرجو أن تسامحونى عن تقصيرى فى الخدمة، وتصلوا لكى يسامحنى الرب عن تهاونى فى كل شىء».
وكان قرار الأنبا إبرام بترك العمل الرعوى بإيبارشية الفيوم التى خدم فيها لأكثر من 32 سنة، والعودة إلى الدير، قد أثار جدلاً قبطياً داخل الكنيسة خلال الفترة الماضية، وغضباً فى صفوف جانب من الأقباط الذين تظاهروا ضد ذلك، وتقدّمت «رابطة خريجى الكلية الإكليريكية»، التابعة للكنيسة، برئاسة الأنبا أغاثون، أسقف مغاغة والعدوة، بالتماس إلى الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس، برفض طلب الأنبا إبرام، بترك الإيبارشية والعودة إلى الدير، مشيرة إلى أنه لا يوجد فى قوانين الكنيسة والمجامع الكنسية أو لائحة المجمع المقدس ما يسمح بالموافقة لأسقف بالاعتكاف الدائم والوحدة وترك الخدمة والرعاية أو الاستقالة، وأنه لا يوجد أمام لجنة شئون الإيبارشيات أو المجمع المقدس برئاسة البابا إلا أن ترفض طلب الأنبا إبرام، وتتمسك به وبعودته لأداء دوره فى خدمة ورعاية إيبارشيته بصفة خاصة، وخدمة الكنيسة كلها بصفة عامة.
وأكد البابا أن وفاة الأنبا كيرلس، مطران ميلانو والنائب البابوى فى أوروبا، تسبّبت فى تأجيل جلسة اللجنة المجمعية لشئون الإيبارشيات التى كان من المقرر أن تجتمع الخميس الماضى للبت فى طلب الأنبا إبرام.
وبعد شهر من اعتكافه فى الدير، ورفضه مقابلة أى أحد سوى البابا خلال الفترة الماضية، كسر الأنبا إبرام، الخميس الماضى، اعتكافه، والتقى مع الأنبا إسحق، الأسقف العام للفيوم، وكهنة الإيبارشية.
وطالبه كهنة الفيوم، خلال اللقاء، بالعدول عن قراره والعودة إلى الإيبارشية، وتسلم الأنبا إبرام خطابات وتوقيعات من شعب الكنيسة فى المحافظة تطالبه بالرجوع إلى إيبارشيته والإشراف عليها، ووعد الأنبا إبرام محبيه بقراءة الطلبات والأوراق، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أنه سيقبل بأى قرار للجنة الإيبارشيات، بشأن رغبته فى الاعتذار عن موقعه، للاعتكاف للصلاة والتوحد بدير الأنبا بيشوى.
وانتشر فى محافظة الفيوم عدد من اللافتات، من مسلمين وأقباط، بينهم مسئولون وأعضاء بمجلس النواب، تطالب الأنبا إبرام بالعدول عن قراره والعودة إلى الإيبارشية.
وأقامت كنائس الفيوم قداسات للصلاة لمدة 3 أيام، انتهت الأربعاء الماضى، من أجل أن يُلهم الله «أسقف الفيوم» القرار الصائب بشأن الاستمرار فى رغبته بالاعتذار عن موقعه كأسقف للفيوم، من عدمه، ثم توجه الوفد الكنسى لزيارته أمس الأول.