سياسيون عن رحيل رفعت السعيد: ترك فراغا كبيرا في الساحة اليسارية
جانب من عزاء الدكتور رفعت السعيد أمس بمسجد عمر مكرم بالقاهرة
أكد عدد من السياسيين أن رحيل رفعت السعيد المفكر اليساري المعروف والرئيس السابق لحزب التجمع، الذي وافته المنية منذ أيام، سيتسبب في إحداث فراغ كبير في الساحة اليسارية، لا سيما وأنه من أكبر المنظرين اليساريين الذين اشتهروا في السنوات الأخية بمواقفه من جماعة الإخوان الإرهابية قبل ثورتي يناير ويونيو، فضلا عن موقفه الواضح من تحقيق العدالة الاجتماعية.
وقال عاطف مغاوري نائب رئيس حزب التجمع، إن اليسار سيعاني من فراغ فكري بعد رحيل "السعيد"، خصوصًا وأن معظم رموز اليسار الذين ينتمون لجيل المؤلفين رحلوا أيضُا، لافتا إلى أن الراحل كان مفكرًا ومنظرًا وسياسيًا استطاع قيادة حزب التجمع وحافظ على مسيرته ومكانته في المجتمع.
وأضاف "مغاوري"، لـ"الوطن"، أنه يتمنى أن يخرج من بين جيل الوسط والشباب من يكون على مستوى فكر وأداء والتزام رفعت السعيد، مؤكدا أن الراحل كان له دورًا خاصًا اتصف به دونًا عن الآخرين، مشيرا إلى أنه كان مؤرخا للحركة الوطنية المصرية بشكل عام وفي القلب منها حركة اليسار، ما أسهم في حماية الذاكرة الوطنية وحماية كل مراحل الحركة اليسارية المصرية من التشوية أو الإقصاء.
من ناحيته، أوضح جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية، أن "السعيد" يعد أحد أقطاب الحزب الشيوعي وحزب التجمع، مشيرا إلى أن دوره كان يعبر عن الحركة الوطنية المصرية باقتدار، مضيفا أنه أسهم في إحياء اليسار المصري مرة أخرى برفقة خالد محي الدين زعيم حزب التجمع، من خلال إنشاء الحزب، واصفًا إياه بـ"دينامو الحزب".
وأضاف "عودة"، لـ"الوطن"، أن المفكر الراحل أسهم في إنقاذ الحزب الشيوعي المصري وإعادة بناءه، موضحًا أنه كان "ضابط إيقاع الحركة الوطنية"، مشيرا إلى أنه طيلة عمله السياسي لم يساوم على أي مبادئ، ضاربا المثل بموقفه من جماعة الإخوان الإرهابية ، مشددًا على أنه لم يكن يخشاهم مثل الكثير من فصائل الحركة الوطنية المصرية.
فيما قال مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، إن اليسار يعاني من أزمة كبيرة بعد خسارة "السعيد"، واصفًا إياه بـ"صاحب الكلمة الجذابة والقلم الخلاب"، منوها بأنه رغم وجود أزمة اقتصادية حادة في الدولة حاليًا إلا أن اليسار لا يصل صوته بقوة لجموع المصريين.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، لـ"الوطن"، أن علاقة "السعيد" الجيدة بالسلطة جعلته قادرًا على التحدث في كل وسائل الإعلام، مؤكدا أنه كان يعبر عن التيار اليساري بحرية كبيرة.
في سياق متصل، قال صلاح عادلي رئيس الحزب الشيوعي المصري، إن مسيرة اليسار مستمرة ولن تتوقف بسبب رحيل الأشخاص خصوصًا وأن عمره السياسي بلغ نحو 100 سنة، لافتا إلى أن زعماء كثيرين مثل محمود أمين العالم وزكي مراد رحلوا ورغم ذلك استمرت الحركة اليسارية.
وأشار "عادلي"، إلى أن الحركة اليسارية تأثرت كثيرًا بفقدان الرموز السياسية خصوصًا رحيل رفعت السعيد، واصفًا إياه بأحد رموز اليسار المصري ذو الإسهامات البارزة، مبينًا أن المفكر الراحل أصاب وأخطأ في مواقفه ولكنه سيظل المؤرخ الكبير والباحث العظيم والمفكر البارع والقيمة الوطنية الكبيرة في عقول الكثيرين.
وتابع رئيس الحزب الشيوعي، أن اليسار فكرة ونظرية وانحياز اجتماعي للفقراء، مشددًا على أن مستقبل اليسار مرهون بالطبقات الاجتماعية التي تعانى من الفقر ونير الاستغلال، منوها بأن ملايين الطلاب والعمال والفلاحيين ينتمون إلى اليسار، متمنيًا خروج عشرات الكتاب والمنظمين والحزبيين اليساريين من جيل الشباب الحالي بقوله: "نأمل أن نري شاب في قامة رفعت السعيد مستقبلا".
فيما قال الإعلامي جمال الشاعر، إنه "تحت جلد أي مثقف حقيقي شرايين وخلايا تنتمي إلى اليسار"، لافتا إلى أن قادة وشباب حزب التجمع سيكملون المسيرة وسيقفون وراء تحقيق العدالة الاجتماعية لاسيما وأن لديهم إرثًا فكريًا عظيمًا تركه المفكر الراحل رفعت السعيد.